(((( الرؤية الرمادية ))))
لأفضل منتديات الأردن أولآ
رجل فاضل ومستقيم يحاول إصلاح سيدة منحرفة
وتحريرها مما تورطت فيه من رذائل وكانت تخفي وجهها كي لا يتعرف الناس إليها بسهولة . وفي النهاية تستقيم المرأة ولكن الرجل الذي علمها الفضيلة ينحرف .
هكذا تبادلنا السلوك .
في ذلك الزمن كان كل شيىء واضح بالأبيض والأسود
الوطن وطن والخائن خائن والشريف شريف والأعوج أعوج والأعور أعور والأحول أحول . وما من مساحيق تجميل تحجب الحقائق مهما طالت ومهما تراكمت ، لأن الفاصل الحاسم بين الخطأ والصواب هو اللون . مهما تقمص الإنسان أي صورة كي يجتاز أزمة أو يخدع الأخرين كل الوقت حتى لو أفلح في خداع نفسه حتى النهاية . فمن ينظر إلى الحيــاة بلون رمــادي لا يــرى الأسود أسود ولا الأبيض أبيض كما هو ناصع ببياضه فالمشاهد ملتبســة . لو عدنا إلى الماضي وما كتبه الإجيال عن واقعها وماضيها لوجدنا أن هذه الكتابات فردوس مفقود لأن ما تبقى هو ذلك الجزء الجميل منه . سواء في المتاحف أو الحكايات . اللون الرمادي يحرمك من طيف الألوان كلها . ولم يعد نهارك نهارآ ساطعآ كما أن ليلك أيضآ لم يعد حالك السواد . فنظرتك الرمادية تطغي على المشاهد كلها . ولا بأس أن يحتال الفرد لكي يعيش في هذه الدوامة بأن يصبح نصف فاضل أو نصف صادق أو نصف أمين رغم أن هذه القيم لا تقبل القسمة ولا يمكن أن تتحول إلى كسور عشرية كالوطن والكرامة والشرف . الرجل الفاضل المستقيم الذي أعاد إمرأة إلى رشدها لكنه أخفق في أن يستمر على نقائه وتورط بالأخطاء ذاتها التي كانت تثير رفضه ونفوره .
وما حدث خلال نصف قرن على الأقل في العالم كله ونحن جزء منه أيضآ خلطت أوراق عدة وحذفت فواصل وأصبح ما كان محضورآ مباحآ وصار ما كان يمارس في الخفاء علنيآ لأن الكوابح تراجعت . هل سنبقى ننظر إلى الحياة باللون الرمــادي هربــآ من تحديد الفارق بين المتناقضات سواء أكانت الوانآ أو أنماط سلوك .
المفضلات