((( نشرة الأخبــار )))
قد يسبب حادث سير عنيف ردود أفعال إنسانية أضعاف ما يسببه ألآن إعصار أو حرب مدمرة . الجرائم الإبادية لم تعد سرية ، لأنها الآن تقع على بعد متر واحد من السرير في غرفة النوم .
أخبار على شاشات تتمتع بلياقة عالية وخصر نحيل متبعة حمية غذائية لتليق بطولها وعرضها المياس ،
تبدأ بنبأ من مجزرة وتنتهي بمحرقة مرورآ بكوارث تاريخية وسياسية إضافة إلى الطبيعية الربانية على إمتداد خطوط الطول والعرض لهذا الكوكب .
نادرآ نتلقى ونستمع إلى أخبار سارة مفرحة أو
ما تتيح لنا النوم بإستغراق بلا كوابيس تقض المضاجع، حتى الأطفال أصبحوا على موعد مع هذه الأنباء والأخبار كأنه مسلسل تلفزيوني
الكل يتهيأ في مكان جلوسه ويستعد للمشاهدة قبل أن يبدأ . رغم التحذير أحيانآ لهم بمشاهدة وسماع ما يجري على الشاشات وما خلفها .
أصبحت نشرات الأخبار الجوية مثل السياسة والإقتصاد ، أعاصير، زلازل ، إنقلابات ، فيضانات ، مضاهرات إنتفاضات ، تفجيرات ،
والحصيلة سـقوط موتى وجرحى ومشردون كما هي في حصيلة الحروب أيضآ .
بالطبع نحن لا نطمع الإستماع لنشرة الأخبار
التي تصف لنا جمال قوس قزح
أو الثلج على جبال الألب أو جمال الصحراء في لحظات الغسق أو غروب الشمس أو شروقها .
فهذه المشاهد الرومانسية ولت .
لم يعد الإنسان الغارق بالزحام الذي يحدق في قدميه وما سوف يتعثر به قادرآ على النظر إلى الأعلى .
ولو سألتك عن أخر مرة شاهدت القمر والنجوم لضحكت حتى البكاء .
موت مجاني في كل مكان وقتل لا ينجوا منه حتى الأجنة في أرحام الأمهات وحرائق الأخضر واليابس والذين فرحوا في التلفزيون قبل عقود عندما كان بالأسود والأبيض لم يخطر على بالهم أن الحمام الزاجل الأبيض سيتحول إلى غراب ينعق على مدار الساعة . وأن الكهوف الأولى آمنة أكثر من الأبراج وناطحات السحاب في أيامنا هذه ،
والحيوان كان يصطاد لأنه جائع ، أصبح يصطاد ويقتل لمجرد التعبير عن نزعة العدوان .
نحن نعرف أن الحزن في الحياة هو إضعاف الفرح ،
لم يستطع (( دانتي )) رغم خياله الواسع والجامح
أن يكتب كثيرآ عن الفردوس
رغم أنه ملأ مجلدات عن الجحيم ،
فهل أصبح الفرح ضيفآ خفيفآ وعابر آ كطيف ؟
مع خالص التحيات
نجيب ايوب