أمصـال لتلقيـح الصحافـة

[نجيب ايوب]

((( أمصال لتلقيـح الصحافة )))
أن من يستخدمون الأقلام من الصحفيين في العالم كله
لكتابة تقاريرهم ، فهم أقل عددآ من النساجيين بإيديهم ،
أولآ : إن رمز القلم سيظل وسيبقى التعبير الأدق عن هذه المهنة
الشاقة التي سميت بمهنة المتاعب في زمن أقل قسوة من هذا الزمن
الذي نموته أكثر مما نعيشه ، كثيرون كسروا أقلامهم وشهروها في وجه العالم ، إحتجاجآ على القتل والسجن لزملائهم على إمتداد هذا الكوكب ، لا يكون إضرابهم بالصمت فقط ، بل بإدانة عالم يثرثر على مدار اللحظة عن حرية التعبير والشفافية وحقوق الإنســان ، لكنه يمارس عكس ما يقول تمامآ . حسب المقولة المشهورة وهي كل أنسان يثرثر عما ينقصه ،
وأحصاءات القتلى والجرحى والسجناء من صحافي العالم في تصاعد ينذر بكسـر المزيــد من الأقلام وتكميم المزيد من الأفواه . لأن المطلوب هو أن تكون الجرائم والإبادة كاملــة بلا شهود . ولكن هذا الرهان الأمبراطوري الأخرق لن يكسب على الإطلاق . لأنه بغل أعرج وأعمى . وليس على جواد معافى ، وليس كسر الأقلام حكرآ على صحافيين يحاصرهم الإرهاب من الجهات الأربعة . فقد لجأ إليه مثقفون في كل أنحاء العالم عندما تكون الأفعــال عكس الأقوال وعندما يطغى في ميزان العدالة ....
وعندما أحتلت بلادهم تحركوا بأقلامهم كما تتحرك الاسراب .
الصحافيون يموتون ويسجنون ويختطفون ويتعذبون في الكثير من البؤر الساخنة ، لأنهم لم يتحولوا إلى ببغاوات تردد ما يقال لها . وليس لديهم طاقية إخفاء تحجبهم عن القناصين الذين يترصدونهم من وراء النوافذ . فالضريبة لا بد من تسديدها وهي ليست مالآ أو أي شيىء آخر غير الدم . وما شهدته الأعوام الأخيرة وهذه الشهور وهذه الأيام من إنتهاك وإستباحة لمهنة الشهود يؤشـر إلى ظاهرة كارثية على صعيد حرية التعبير . وأن العولمة أقصى ما بشرت به من تواصل ، إنتهت إلى قطيعة جذرية بين شعاراتها وما تفرزه ميدانيآ . فهي التي تأسست على أقانيم حرية التنقل للمال والجســد وتحويل كل شيىء إلى بضاعة مهربة ، مما وسـع الأسواق السوداء في العالم . ولم يكن سوق أبيض هناك سوى سوق الرقيق الجديد سواه بمعناه الأخلاقي أو السياسي أو الإقتصادي الذي أدخل المال الفاسد إلى حمامات التطهير والتمرير .
لم تعد الصحافة مهنة تسوق ما يراد تسويقه من الأفكار والمفاهيم ، لأنها خلعت ربطة العنق والحذاء الأنيق اللامع وإنتعلت الوحل في مستنقعات وأزقة هي مسرح التاريخ في أيامنا هذا .
ورغم أن هناك من يكسرون أقلامهم إحتجاجآ أو فرارآ بجلودهم من الموت ، لأنهم يعيشون في غابة شعارها أنت مقتول إلا أن هذا ليست خاتمة المطاف ، لأن هناك أجيالآ تولد تباعــآ من الرحم النازف . ولأن الأخطاء البشرية تتحول إلى خطايــا إذا غاب الشهود . الأرجح أن الصحافة الجريحة والأسيرة و المختطفة سوف تلقح ضد هذه بأمصال باسلة حتى لو كانت من دماء الصحافيين أنفسهم .
ودمتم سالمين .
نجيب ايوب

[Raed Saadeh]

مشكور يا وردة ... ...
فناااان والله بطرح مواضيعك وبعدين ما شاء الله عليك .. بتعرف شو ترد ردود روووعة رائعة ايضا ..
Thank You Man , U R Very Nice ..
فائق احترامي
اخوك رائد

[نجيب ايوب]

مشكــور أخي رائــد على حضورك دائمــآ تتحفني بطلتك الجميلــة
ودائمــآ تطربني بردودك الرائعــة
أنت رائع وحضورك رائع وتعليقك رائع و وجودك في المنتدى بشكل رائع
تحياتي لك بالرائع وســلاماتي لك أيضآ بالروائع
نجيب ايوب