أفق يلامس الأرض
لم يقل العلماء بعد أن الإنسان حيوان كروي
بالرغم من أن البشرية جمعاء سلمت بكروية الأرض
ومن جازف بهذا القول قبل قرون تحول إلى رمــاد. ومن وصفوا الإنسان بحيوان كروي كبديل عن وصفه بالمفكر أو الضاحك أو حتى الخجول . ما يخطر في بالنا ونحن نزور معارض الكتب في العواصم العربية ..
ملاعب كرة القدم ، فلو زار المعارض الثقافية واحد بالألف من الذين يشتبكون على بطاقات المباريات التي تباع على أبواب الأندية وشبابيكها أو التي تباع في السوق السوداء وبأسعار مضاعفة تتجاوز أثـمن الكتب . لا نرى واحد منهم في المبارة الأخرى التي تتم بين الوعي والجهل وبمعنى أدق بين التوعية والتجهيل . فالعالم العربي يشكو من قصور جامعاته وتخلف أكاديمياته ولذلك فقد الذات وإجتراح آفات جديدة بعد إن أوشك الأفق الســائد أن يلامس الأرض
لتدنيه . ولغزارة الإنتاج وسوء التوزيع ..
الملاعب والمعارض نموذج آخر لغزارة الإنتاج وسوء التوزيع .
ولو إعتنى الناس قليلآ بأنفسهم وبرياضة عقولهم لأعطو ما للكرة للكرة وما للرأس للرأس . ولكن الكرة بلعت الحصص كلها . ولهذا تسببت في إفساد العلاقات بين الدول الذي يعاملها الإعلام قصير النظر على أنها حروب بديلة . فالرياضة التي تقتصر على القدمين هي المحور .
فلم يحدث أن أثيرت عاصفة حول لعبة شطرنج أو حتى لعبة تنس لأن الإنسان بطبعه يتطلع إلى الأعلى ويغادر قدميه . وأرجوا أن لا يفهم عشاق الكرة المسحورين بإستدارتها بأننا أعداء لها . فهي مسلية ومفيدة ومثيرة ولأنها تختبر رشاقة الجسد وإمكانياته الفنية .
فالفراغ الروحي والعدمية وفقدان الهدف
هي المرادف الدقيق للمفســدة .
لكم التحايا
نجيب ايوب