((( على قارعة الطريق )))
على ممشى المســار وعلى حافة الطريق
ما بين الذاكرة والنسيان وما بين التوهج والخمول
ثلاثة رجــال يتقدمون بالعمـر
كيف يصفون الحب وقد أصبح بالنسبة لهم خبرة قديمة في زمن الحيــاة مرو بها كالطيف والسحاب والضباب ولم يذكر أي واحد منهم أنه تقدم في العمر .
قال أحدهم الحب هو اللهفة التي تستعجله إلى المشي بســرعة وبخفة إلى قلب المحبوب في يوم غائم وممطر .
وقال الأخر سوف أعطي الحب وردة لأن الحب يعشق ولا يتأخر على حب ولأنه يطيل العمر ويقوي الجسد وينشط العقل ولأن الحب هو فرحة الروح يقربك إلى الله .
وقال الأخير لم أنتظر في حياتي إمرأة ولكن
ســأعمل شــالآ من خيوط الفضة وأجعل له أجراســآ وخيوطآ من الحرير الخالص ثم أضعه على رأس الحبيبة وأكمل طريقي إلى الحب لأن ما من طريق يبدأ به الحب إلا وينتهي إليه . ثم قال الحب رائحة والحب مناديل وأشواق وحكايات وضحك وشغف ودمع وكلام كل ذلك يحصل في أخر الليل وبعدها يغادر من يغادر وينام من ينام ويأتي من يأتي في ليالي البرد وفي ليالي الحر .
الحب يضبط إيقاع الطريق كصهيل الحصان الذي يحمل ذكرياته في قلب الليل، عشاق كبار تقدموا في العمر ولكنهم تقدموا في الحكمة وفي الحياة حياتهم مرت كالأطياف كانوا أقرب الناس إلى التراب والتراب له رائحة كرائحة الحب وكرائحة الموت أيضآ يصفون الحب كل على طريقته الخاصة ومشاعره الخاصة وحياته الخاصة وعلى هوائه وأهوائه وهوياته الخاصة لأن الحب يأتي من العين والروح .
دمتم بكل ود
نجيب ايوب
المفضلات