أفراح مؤجلة
هناك كثيرآ من الأفراح المؤجلة والكثير من الماء الذي يسكن الغيم والغد ليس سرابآ وليس زمنآ بمقياس ساعة رملية أو أتوماتيكية أنه إشتياق يختمر مثل عجينة الخبز . وهو أيضآ الرغيف الطازج عند الصباح التالي .
العرب في جعبتهم أفرادآ وشعوبآ أفراح مؤجلة لا يمكن إحصاؤها وهي مؤجلة منذو أن تكلس زمنهم أو تخشب .
لكن مال الكلس إلى التفتت ومال الخشب اليابس إلى عرس النار . ومال الفرح إلى الشهيق ومال العرب أن يشهقوا ففي كل شهقة فيزيائية للحياة إلى الدهشة والفرح .
إلى النهر الذي يجعل الحياة جديدة أبدآ .
ففي كل قصيدة ملامح فرح مؤجل وهي ملامح معظمها مشوبة بالحزن ، الفرح المؤجل حزين دائمآ لكنه فرح عظيم ، كذلك أفراح العرب مشوبة بالحزن ومشوبة بالإنتظار لكنها مثل قصيدة طويلة وملحمية لا يأتي فيها الفرح إلا بعد مخاض , مخاض يبدو عسيرآ لكنه يأتي . الملحمة تعد بالولادات الدائمة لأنها ببساطة تكون قد شبعت بالموت وبأسبابه وبروائحه وجثثه وكوابيسه ولم يعد فيها متسع لموت جديد . المشهد العربي اليوم تتفتح فيه الآف الأفراح المؤجلة وهو يستعيد قصائد وأغنيات لم نسمعها منذو زمن بعيد ، وكنا قد ضننا أننا نسيناها .
لكن الواقع الذي يحمل طابع المفاجأة أعاد إلينا الأمل بأن تكون الكثير من أفراحنا المؤجلة على بعد ياسمينة واحدة .
ودمتم بالعوافي
نجيب ايوب
المفضلات