التاريخ والجغرافياأوقاتآ أو أحيانآ يتناغــم التاريخ مع الجغرافيابحيث تتوالى الأحداث الناجمة عن كل منهما منأعاصير وبراكين وزلازل وفيضاناتيقابلها ثورات ومضاهرات بشرية وإنتفاضات وحصارات وإنفجارات وغزوات .البشـر كلهم الآن يعانون وما أفرزه التاريخ من سطو القويعلى الضعيف يتحالف مع الأرض التي ضاقت بما في باطنها .وكما للبراكين أشكال وألوان وحمم فأن التاريخ أيضآيجود علينا أحيانآ بمثل هذه الحمم فيحول الحياة إلى جحيم .ما مصير هذا البشر في هذا الكوكب وكم تبقى له من عمر ؟كوارث التاريخ قابلة للفهم لأن هناك مقاييس من طراز ريختر يمكنها أن تقيس منسوب الظلم والغضب والشقاء بعكس الزلازل التي تقع عندما تقع لا سبيل للتلقيح لإستباقها أو التلقيح ضدها .كوكبنا هذا كالبيت كوكبنا تسير فيه قشعريرة لم يعدالإنسان آمن به لأن من صدع السقف هو الإنسان ذاته ومن نبش في الزوايا والجدران وتحت الجدران هو الإبن العاق لهذا العالم أو لهذا البيت والذي إنتهك الثدي الذي أرضعه وبصق في البئر الذي شرب منه خير للناس أن لا يعلموا بما هو قادم في الطريق إليهم .ومن يعلم ليس بمقدوره أن يهرب من النافذةكما يحدث في حرائق العمارات والحافلات ،تبدوا هذه الكوارث والأعاصير والزلازل والبراكين كما لو أنها الرد على فشل الإنسان وفشل مؤتمراته .لأن من يفكرون بأنفسهم فقط ويقولون من بعدنا الطوفانهم قصار النظر ولا يدركون أن الطوفان سوف يجرفهم أيضآ .فالأوبئة عابرة للقارات والطبقات والهويات وشملت العولمةوما يحاولنه العطارون سواء أكانو من العلماء أو الساهرين على الجنس البشريلن يصلحوا ما أفسده الدهر.المسألة أولآ وأخيرآ أخلاقية ...لأن الضفدع وما يحمله من قطرات الماء لا تطفىء الحريقومثلما الحرباء في فحيحها لن تشعل النار .فإذن النوايـا هي قبل كل شيىء أخر .وها نحن متزامنين ما بين كوارث التاريخ ومصائب الجغرافيا .مع تحياتي لكمنجيب ايوب
المفضلات