مات دون أن يموت
الذي يزرع وجهآ جديدآ لرجل أصيب بتشوهات شديدة
نتيجة حادث أليم ، لم يتنبأ رواد الخيال العلمي والسحرة وأصحاب الفكر والفكر المعاكس بأن هناك في أيامنا هذه أطباء و رجال يفوقون الخيال العلمي . الذي إستبدل وجهه بالكامل على موعد مع المرآة بعد أكم يوم بعـد العملية الجراحية . وسوف يشاهد لأول مرة في حياته شخصآ آخر لا يشبهه أطلاقآ . ما الذي سوف يدور بين هذا الإنسان ونفسه ، فنحتاج إلى روائي من الطراز الرفيع وبليغ العمق والرؤية . الأمر متروك للخيال الواسع كي يتقصى الهواجس والإنفعالات والمشاعر والأحاسيس التي يعيشها إنسان بـّدل وجهه تمامآ . وبالتالي تبـّدلت إبتسامته وضحكته ،
لأنه سوف يبتسم ويضحك بشفتي إنسان آخر
و يشم أيضآ بأنف شخص آخر ، لكنه يبقى هو ذاته في العمق
بقلبه وعقله وإنفعالاته وذكرياته .
فهذا إنجاز مثير ويثير الشهية لإستبدال الذاكرة وخصوصآ
إذا كانت مفعمة بالشقاء وتعج بالأشباح وإن كانت الذاكرة بيضاء . نحتاج لروائي من طراز رفيع ليقول أين ذهب الوجه القديم بتجاعيده وإنفعالاته فهو مات من دون أن يموت وغاب ، لكنه إختفى تحت الجلد ولا ندري كم من الوقت يحتاج هذا الإنسان كي يتآلف مع نفسه مجددآ ويتصالح مع المرايــا.
وإن كان الوقت الذي يحتاجه الأخرون أضعاف مضاعفة
عن الذي يحتاجه صاحب الوجه الجديد .
هؤلاء الأطباء هم مبدعون ويجب أن تعلن أسمائهم واحدآ واحدآ على الملأ وتمنح لهم جوائز لأن الإنسانية أبقى من الإنســان .
دمتم بالعافية
نجيب ايوب