الأســوارقبل أن يهدم سور برلينوتتحول شظايا حجارته إلى هدايــا يتبادلها الألمان ،كتب أحد علماء اللغة الألمانية مقالآ طريفآ قال فيه :أن السور شطر اللغة الألمانية أيضآ إلى لغتين ،فكلمات مثل : دولة ،شرطي ، مواطن ، غريب ، وطني ....لا تعني الدلالات ذاتها لكل من شطري برلين .لم يظهر فقيه عربي حتى الآن أو عالم لغوي ليقول للناسإن اللغة العربية إنشطرت أيضآ ، ولم تعد الكلمات مثل :تحرير ، إحتلال ، الأسرى ، المصالحـة ، تبادل المعتقلين ،تعني ما كانت تعنيه من قبل .فقد كانت كلمة إحتلاللا تحتاج إلى قرائن أو إضافات لأنها محددة الدلالة ،وهي إحتلال الدولة الصهيونية لفلسطينومناطق أخرى من الوطن العربي .وكذلك كلمة تحرير ... كانت محددة المعنىفهو تحرير المحتل من أرض الوطن .والأسرى كانو بالضرورة إما يهودآ لدى العرب أو عربآ لدى اليهود .والتبادل كان أيضآ يعني الدلالة ذاتها .فلسطينيين يتبادلون الأسرى مع فلسطينيينوكلا الطرفين تحت الإحتلال .لقد ضاعت حدود الكلمات الهاجعة في القواميس ، فهل يحتاج العرب إلى قواميس جديدة أو إلى ملاحق لقواميس لا تقترن بالمحيطبل بالسواقي والغدران . حتى كلمة عربي التي كانت منذو ميلادها أفصح من ضوء الشمس ، أصبحت تعاني من إلتباس ، خصوصآ بعد أن أطلق على فلسطيني ال 48 عرب إسرائيل وهم في الحقيقة عرب العرب بإمتياز ،لأنهم أختبروا وإجتازوا الإختبارات العسيرة المتعاقبة وقبضوا على جمر هويتهم وثقافتهم . وإذا لم ينتبه العرب إلى ما يسحب من تحت أقدامهم سواء كان بساطآ أو أرضآ أو وطنآ . فإن لغتهم أيضآ ستصبح في مهب عواصف الرطانة ويختلط أسراهم وقتلاهم بحيث لا تدري من أسر من ومن قتل من ؟دمتم بالعوافي
نجيب ايوب
المفضلات