((( وعود غير قابلة للصرف )))
إمبراطوريات في ذروة قوتها تعجز عن تحقيق برنامج يتقدم به أي مرشح ، المبالغة في برامجهم لمحاولة جذب وإسترضاء الشارع ، وأحيانآ يكون الفائز الذي تحولت وعوده إلى عرقوبية وعجز عن تحقيق الحد الأدنى منها .
أســوأ حظآ من الخاســر الذي عاد إلى موقعه الإجتماعي سالمآ أو برضوض نفسية قابلة للشفاء .
كيف يمكن تحقيق المسافة بين الممكن والمتعذر
قدر تعلقها بالسياسة وحركتها الإنتخابية بالتحديد .
أنها مسافة لا تقاس بالأميال بل هو نتاج ثقافة وإدراك .
فمن يتوقع من شجرة واحدة أن تغطي موســمآ كاملآ يظلم نفسه ويظلم أغصانها وعناقيدها .
مسألتان يتورط بها المرشحون هي الأكثر حساسية في العالم الثالث .البطالة وشجونها المزمنة والصحة و قد يضاف إليهما التعليم . البطالة كخبر جملة لا مبتدأ لها لأنها تتراكم ولا تولد فجأة وهي نتاج قصور وتخطيط .
والمعالجات أشبه بجرعات من التخدير المؤقت الذي يتيح للمشكلة أن تتفاقم وقد تصل إلى مستوى من التعقيد بحيث لا ينفع معها حتى الكي .
فلماذا يفرط المرشحون بالوعود إذا كان لديهم إدراك بأنها مقدمات كافية لطلاق سياسي قادم .الشعوب التي قطعت شوطآ على طريق الديمقراطية
وتأهلت لممارسة إستحقاقاتها تستلهم من ربها حكمة الإمهال لا الإهمال .
لهذا لن تلدغ مرة أخرى من الحجر ذاته .
فهي تلقحت ضد تكرار اللدغ وأول ما تفعله الشعوب بعد فوز مرشح أجتذبها خطابه و وعوده هو إحصاء ما أنجز أو ما هو قيد الإنجاز قياسآ بتلك الوعود .
وحين تكون المعادلة مقلوبة مختلة فإن الحساب لا تهاون فيه .لكن ما تعيشه بعض الشعوب العربية من أزمات طاحنة ومعاناة مزمنة قد يدفعها إلى تصديق ما تسمع ، لأنها تريد ممن تختاره أن يسدد لها مديونيات باهظة من التخلف والبطالة وسائر محاصيل الشقاء .
ومن أسباب الأزمات السياسية فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم .إفراط الأول في الوعود التي تهيىء للناس أنهم قاب خطوتين من يوتيبيآ محررة من كل الشرور إلى أن يأزف ذلك اليوم الذي يعرف فيه الناس أقدار أنفسهم ويكتشفون مساحة الممكن .
ودمتم بالعوافي
نجيب ايوب
المفضلات