.


ظاهرة العنف الأسرى تجاه الأطفال
أنواع الإساءة في معاملة الطفل:
أ‌- الإساءة الإشـارية: تلك الحركات التي يصدرها الشخص المسيء، بقصد السخرية من الطفل، كإخراج اللسـان أو بعض الإيماءات السلبية التي توحي بعدم الرضا والتقليل من قيمة ما يقوم به الطفل من مجهود نحو من يشاركونه المكان.
ب‌- الإساءة الجنسية: (جماع الأطفال) والاستغلال الجنسي كإنتاج صور الخلاعة للأطفال وعرضها عبر المواقع الإباحية في (الإنترنيت)، والتشويه الجنسي للإناث والزواج والحمل قبل الوصول لمرحلة النضج البيولوجي والنضج النفسي والاجتماعي.
ت‌- الحرمان والإهمال بأنواعه المختلفة: كالإهمال العاطفي، والإهمال البدني، والإهمال التربوي، والإهمال الصحي.
ث‌- استغلال الأطفال في الأعمال الإجرامية: كالقتل أو السرقة أو تهريب الممنوعات كالمخدرات وغيرها، معرضين حياتهم للأخطار أو الموت في غالب الأحيان.
ج‌- تشغيل الأطفال قبل سن العمل: (عمالة الأطفال) وفي أعمال التسول، وتجنيد الأطفال في بعض المجتمعات، التي تجبر أطفالها على حمل السلاح.
ورغم هذه التعددية إلا أنه معظم المصادر تتفق على أن هناك أربعة أنواع أو أنماط رئيسـة من إساءة معاملة الأطفال؛ هي:
أ ـ الإســاءة الجسمية: وهي "إيقاع أثـر مؤلم على الجسد، تحس به الوصلات العصبية عن طريق الشعيرات الدموية المنتشرة في أجزاء الجسم، وتنقله إلى الذهن، ويرتبط به ألم نفسي إلى جانب الألم الحسي المباشر، ولذلك يتضاعف أثره، ويقوى تأثيره".
و"إصابة الطفل إصابة شـديدة غير عرضية –متعمدة-، قد تنتج عن أي اعتداء من أي نوع يتعرض له الطفل، مثل الضرب بالسياط وحشو شيء في فمه لخنق صوت الطفل، ولكم وضرب الوجه، كذلك الدفع بعنف والرجرجة الشديدة، والركل بالرجل، والرمي على الأرض، كذلك القرص، والعض، والخنق، وشد الشعر، والحرق بواسطة السجائر، والماء المغلي، أو أشياء أخرى ساخنة ".
ب ـ الإســاءة النفسية (العاطفية): و"هي كل ما يحدث ضرراً على الوظائف السلوكية والوجدانية والذهنية والجسدية للمؤذى مثل: رفض وعدم قبول الفرد، إهـانة، تخويف، تهديد، عـزلة، استغلال، برود عاطفي، صراخ، سلوكيات غير واضحة". وأشكالها هي على النحو التالي:
ـ رفض الطفل وعدم تقبيله أو احتضانه.
ـ نقص مكافأة الطفل أو حتى التعليقات الإيجابية على ما يصدر منه من سلوك جيد.
ـ تهديد الطفل وإخافته، ومقارنته السالبة مع الآخرين والتقليل من شأنه أمامهم.
ـ شتم الطفل ووصفه بأنه سيئ، وأنه دائماً يخطئ، وتسميته ووصفه بأسماء مشينة.
ـ لوم الطفل باستمرار ووضعه ككبش فداء في أي مشكلة قد تحدث.
وهذا النوع من الإساءة، دائماًً ما يكون مصاحباً لنوع آخر من سوء معاملة الأطفال، مثل الإيذاء الجسمي أو الجنسي.
والإساءة النفسية لا تقتصر على الازدراء أو الاستهزاء أو السباب فحسب، بل تأخذ أشكالاً أخرى من شأنها قهر الطفل، ومهاجمة نموه العاطفي، ومن ذلك التفريق في المعاملة بين الطفل وإخوته، أو الآخرين ممن يشاركونه المكان، وكذلك النبذ واغتصاب حقوقه وحرمانه من الدفاع عن نفسه، مما يحفز ظهور روح العداء والانتقام لديه ضد الآخرين.
د ـ إهمال الطفل:
في الغالب يقصد به التقصير في القيام بما يجب القيام به من سلوك، كاستجابة تلبي احتياجات الطفل الضرورية، ومن ذلك إهمال طعامه وشرابه ولباسه والعناية بصحته العامة، كذلك إهمال حاجته للاحتواء العاطفي، ومنح الحب والدفء والتدعيم الإيجابي، وحاجته للتعليم.
وتعزى صعوبة تعريف الإهمال إلى تداخل السلوكات التي تعبر عن درجته، مع السلوكات التي تنتمي تحت أنواع أخرى من الإساءة كالإساءة النفسية والوجدانية.
وتعريف إهمال الطفل هو أنه:"هو الفشل في إمداد الطفل باحتياجاته الأساس الجسمانية أو التعليمية أو العاطفية، ومن ذلك: عدم الإمداد الكافي بالطعام، أو عدم توفير المأوى المناسب أو الملابس الملائمة، أو الطرد من المنزل، أو رفض تقديم الرعاية الطبية أو تأخيرها، أو إهمال تسجيل الطفل في المرحلة الدراسية المناسبة لسنه، أو السماح للطفل بالهروب المتكرر من المدرسة، أو التشاجر والنزاع بين الكبار في المنزل أمام الطفل". لهذا فإنه لا يمكن للطفل أن ينمو بشكل سليم في كافة مظاهر نموه المختلفة كالنمو الجسمي، والنمو العقلي، والنمو الاجتماعي، والنمو الانفعالي، وغيرها من مظاهر النمو المختلفة، دون أن يتوافر له الاحتياجات الأساس المشبعة لكل مرحلة، والمتمثلة في المأكل والملبس والرعاية الطبية والحماية من الأخطار، ومنح الفرصة الكافية للتعليم والإمداد بالحب والاحتواء العاطفي، وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
ومن خلال التعريفات والتصنيفات السابقة لأشكال أو أنماط الإساءة يتضح أنها متداخلة ومتشابكة إلى حدٍ كبير، فحين يتعرض الطـفل للضرب، فإن أثرها ليس جسدياً فحسب، بل إنها ستترك أثراً نفسياً، قد يكون وقعه أشد من مجرد التألم جسدياً.
وأكثر العائلات تتبع مبدأ العقاب بالضرب لتربية الطفل، مع أنّ بعض الأبحاث العلمية أثبتت أنّ هذه الوسيلة عديمة الجدوى، ولا ينتج عنها سوى اضطرابات نفسية وجسدية وعقلية، قد تُصيب الأطفال، فتحدّ من نشاطهم وقدراتهم وحيويتهم، وقد تؤثر على درجة ذكائهم، بل إنَّ بعضها قد يترك آثاره الدائمة على أجساد أولادنا من عاهات وغيرها.
ولعل أكثر حالات (العنف الأسري) الموجه للأطفال؛ يمارس باسم التأديب، وهو في الواقع ظلم يوقع على الطفل، ولا سيما حين يكون دون العاشرة؛ فإنه لا يجوز ضربه حينئذ؛ لا شرعاً ولا نفساً، وكثير ممن يدلون بالحقيقة في مثل هذه الحالات؛ يعترفون بضعف النفس، وقلة الحلم، وليس لطبع الغضب دواء مثل التَّحلُّم؛ فقد ورد في الحديث الحسن عن رسولنا صلى الله عليه وسلم: ((إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرّ الخيرَ يُعْطَهْ، ومن يتَّقِ الشرَّ يُوَقَّهْ))






.

.