((( المثقفون العرب )))
نحتاج لوقت طويل وأن نكون صبورين أكثر
لنعرف ولنفحص المفروزين من مختلف النخب السياسية والثقافية والعربية الذين لبسو ما يحلو لهم من لباس سواء كان صيفيآ أو خريفيآ أو شتويآ .
فمنهم من كان صيفيآ في الصيف وخريفيين وشتائيين في الشتاء أما الربيع فهو الفصل الممنوع والمحرم والمطرود من الفصول ومن التقاويم .
فمنهم من كان صوته أعلى من الرعد في الخطاب القومي ، ثم شملتهم العولمة برعايتها ،
ومنهم من إدعى أنه إنحنى قليلآ للعاصفة ،
ومن كثر إدمانه للإنحناء حتى أصبح جبينه
يلامس القدمين ،
ومنهم من أعلن التوبة للإنتماء ،
وهناك مثقفون عرب تحولوا إلى زمارين ، ولو بحثنا أكثر لوجدنا الطبالين أكملوا الحفلة بإمتياز .
في أقل من 24 ساعة تحول المثقفون إلى 180 درجة وهناك نخب قبضوا على الجمرة باللسان قبل الأصابع ، فعندما يتعرض المثقفون للإختبارات تفتضح أمرهم لأنهم كشجرة اللبلاب التي لا تقوى على الوقوف لوحدها ، لا بد من جدار يسندها ،
ومن بين السنديان والزيتون والنخيل هذه
الأشجار العريقة وتوأم الإنسان منذو الخليقة وإلى القيامة لا ترتكز لغير جذورها وجذوعها ، وحين تموت فهي تموت واقفة وأنها لا تخون وعندما تخون يتحول الزيت إلى دموع إذا سال على يد السارق .
الحكاية أبعد بكثير من أصوات يجري تسويقها فضائيآ ليطلى بقشرة من فسيفساء البلاغة الجوفاء وما يجري ويحدث في هذا الوقت وفوق الرؤوس نادرآ جدآ ما شهدته أجيال سابقة .
ومن الذي راهنوا في ذات يوم على جهل الناس وتفشي الأمية ، أصبحوا الآن يراهنون على وباء يعصف بالذاكرة القومية ، ولكن ما خاب في السابق سيخيب حتمآ غدآ أو بعد غدآ ،
لأن من قاتل وحارب الإستعمار لم يكونوا من خريجي الأكاديميات
العالمية الكبرى أو من الجامعات العريقة .
مع تحيات
نجيب ايوب