(( شجرة ونجمة وحجر ))
هناك فرق شاسع بين أن تحرر الأوطان بكل ترابها ومقدساتها وبين أن يعاد القليل منها ، والذي لا يتجاوز كسرآ عشريآ في بعض الأحيان من خلال المفاوضات والصفقات والتفاوض الغير متكافىء . الميدان الذي تم تأجيل إطلاق إسم الشهيدة دلال المغربي عليه في رام الله بسبب الضغوطات الصهيونية فهو يذكرنا بالثوار الفرنسيين الذين دفنوا في المنفى ثم أعيدوا إلى مقابر تسمى أضرحة العضماء بعد تحرير باريس من الإحتلال النازي . ومتوقعآ أيضآ أعتراض الصهيونية على إطلاق إسم أي شهيد عربي أو شهيدة عربية على شارع أو حتى زقاق في قرية فلسطينية . وبمناسبة إطلاق الأسماء على الأمكنة والشوارع في فلسطين على إمتداد تضاريسها ، فأن العبرنة الآن توأم التهويد وبقدر ما يستهدف القدس وما حولها فأن العبرنة تستهدف أسماء الشوارع والمعالم والأمكنة كلها .
ولا ندري ما الذي سيؤول إليه إسم صلاح الدين الأيوبي إذا كان معلقآ على باب مدرسة وماذا سيفعلون بميدان جمال عبد الناصر أو شارع غسان كنفاني أو قبر القسام .ما دام المقصود بالعبرنة تزوير التاريخ وتمدده إلى الجغرافيا وكل ما هو ممهور ببصمات عربية وإسلامية على إمتداد فلسطين .
وعندما يكون الإسم الذي أطلق على الشهيدة دلال المغربي عندما تم تبادل الأسرى قد أيقظ الفوبيا في ذاكرة الجنرالات الصهيونية وخصوصآ باراك ذلك الإســم ذي الدلالات الكبرى هو جمهورية دلال على غرار جمهورية الصمت . ولأن المحتل عابر وبلا جذور في تراب فلسطين فهو يتوهم أن الأسماء مجرد كلمات تنقش على يافطات وتعلق على واجهات أو أماكن ، ومن يطالب فلسطين بإنتزاع أسماء شهدائهم من الشوارع والمدارس لا يدرك بأن هذه الأسماء ذات جذور في الذاكرة وأن العشب يرددها في كل ربيع والزيتون يحف بها كلما هبت نسمة قادمة من النصف الأخر لقلب مذبوح كالتفاحة مشطور إلى نصفين أنهم يخافون من الشهداء حتى بعد غيابهم الجسدي الكامل ، لأن الخوف يستوطنهم أكثر مما يستوطنون الأرض . الرد المنطقي على مطالبتهم بحذف إسم دلال المغربي من ذاكرتنا هو إطلاق أسـماء الشهداء على كل شجرة ونجمة وحجــر .
دمتم بالعوافي
نجب ايوب