أتراه صوت نشيج المطر الذي حدثنا عنه السياب ذات يوم ؟؟؟؟لالالالالاأظن ذلك ….. صمتت أرقب ذلك الصوت والذي تزامن معه تفكيري وتقريري برحيل الشتاء فقد ….رأيته قبل أيام وقد أعد حقائبه وسار بكل ما فيها ,لازلت أتذكر تلك اللحظة التي رجوته فيها ليبقى معي فهو يعلم تماما كم أعشقه
يا لذوقه الرفيع بالإعتذار ففي كل مرة أكتشف أنني على حق بهيامي به ,إعتذر لي بطريقة رهيبة لم أعهدها قبلا بتاريخ البشر ووعد بالعودة فيما بعد …..تحركت في رأسي أفكار كثيرة تأرجحت كحركة بندول سريع…. ولكن إن كان الشتاء قد سار بكل ما فيه فما هذا الصوت إذا ؟؟؟؟؟
أصغيت من جديد وإذا بالصوت يعلو وكأنه يصدر شهقته الأخيرة …… لا أنكر أنني تخوفت بداية…..فحاولت أن أبحث عن زاوية لأتسمر بها …. مع أن فضولي قتلني للتعرف على ماهية ذلك الصوت ففي لحظة ما يظهر ذلك الصوت كبكاء طفل ولحظة أخرى كبكاء مراهق ولحظة ثانية كبكاء امرأة عاصرت الحياة فظلمتها ….يالله من أين أبدأ ومن أين أنتهي لا أعرف
جمعت نفسي وقررت أن أمضي لمكان الصوت.. وفجأة طرق باب غرفتي ثلاث طرقات متتالية الى الآن لاأعرف الحكمة من ذلك ….. ماهو سرذلك العدد ياترى؟؟؟؟؟ …… هرعت قليلا وكأن روحي استيقظت من غيبوبة بشكل لاإرادي فتحت الباب وإذا بمجموعة من الكلمات والحروف تقف خلفه
تحلقنا معا بشكل دائري فشعرت بنشوة غريبة بعد الخوف …. لا أعرف سرها وكأنني ارتشفت مايسمى بماء الحياة ليست أسطورة ماأرويه الآن ولكنها حقيقة عايشتها …… سرنا سويا إلى مكان النشيج اقتربنا منه فكانت هنا طامتي الكبرى فمصدر ذلك النشيج أقرب إلي من حبل الوريد إنه إنه إنه صوت ضميري
لا أعرف بأي عين سأناظر تلك الكلمات وتلك الحروف الآن,,و ضميري يبكي بشجن وأنا أبحث عن مصدر الصوت يا لسذاجتي بدأت أفتش عن مبررات وحجج……لأبرر سبب تألم ضميري وبكائه![]()
تقدمت منه ضممته كأم حانية ورفعت يدي لأمسح دموعه فكانت الجاذبية الأرضية أكثر مهارة من أناملي بالتقاطها كما التقطت تفاحة نيوتن قبلها , مرت تلك اللحظات كحلم فريد من نوعه ……. جلسنا معا هدأنا من روعه …..وتعاهدنا على الصراحة والموضوعية واحترام آراء بعضنا بعضا ….. تحدثنا طويلا مضت الأيام والساعات كطرفة عين سريعة
جلسة إرشادية وجلستين وثلاثة أخيرا نطق سبب ألمه وبكائه ,,,فقال : اتبعت الصدق و الوفاء والإخلاص منهجا وطريقا فكانت العاقبة وخيمة .عاد للبكاء من جديد وأطرق بعدها وقال : قررت الرحيل …..
من هنا بدأ الحوار …… عدنا للتحلق حول بعضنا من جديد ,ناظرنا عيوننا لنقرأ مافيها من كلام .,وناقشنا قراره القاسي معا من هنا وهناك كلمات وحروف تشابكت معنا ….
وبعد عناء ومشقة ومحاولات كثيرة وجادة من الإقناع……..خرجنا بقرار واحد ربما سيصنف ذات يوم في قائمة حقوق الحياة ألا وهو :إعطائها فرصة جديدة ,![]()
فمن المؤلم جدا أن نحكم على الحياة بمغادرتها من موقف واحد أو موقفين فكل فعل سببه الغضب عاقبته الإخفاق وحتى ولو كان المخفق ضمير
المفضلات