((( الإنسان والحيوان )))
وحوش وقرود وكلاب وقطط وحيوانات أخرىترد المعروف بالمعروف ، ولها شريعة أخلاقية ،تعيش بموجبها وتتقيد بها أفضل من البشر .وبعظهم يطفح بالأحاسيس والمشاعر وحتى التقمص الوجداني .هذه عينة صغيرة عن عالم الحيوان ،ولا نحتاج إلى قراءة الكتاب في سلوك الحيوان .بالرغم أن الموضوع يتعلق بالحيوانهذا الكائن الذي يصل في بعض أنواعهإلى درجة التوحش في غابة معتمة ومغلقة البقاء فيها للأقوى .هذا من حيث التوصيف السلوكي لمملكة الحيوان .ولكن في عمق هذا الكتاب يتضح أن هذا الوحش الحيواني مسكين أمام توحش بعض البشر الذي لا يعيشون في الغابة بل هم أعضاء عائلة مدنية بحضارة وينتسبون إلى الإنسانية . وفي لحظة صغيرة وفجأة يتحول هذا الكائن المدني إلى مجرم وقاتل وعديم الضمير وحيواني السلوك . طبعآ ليس كل البشر، فهذه تتفاوت من شخص لشخص أخر . وإنما المقصود الأيادي الحريرية والأدمغة المحشوة بالعلم والمعرفة التي توظف ثقافتها الرفيعة .الوحش البشري المعاصر لا يتعلم لا من الكتب ولامن الحيواناتوالذين كتبوا بلسان الحيوان ليوصلوا الحكمة صافية وخفيفة ندموا على كل هذا التعب . الإنسان يخترع الحرب وثقافتها وأخلاقياتها ويضع الذرائع والمبررات ويوميآيؤكد إنتقاله من الجنس البشري إلى نقيضه بالكامل وبأعصاب باردة . هكذا تبدوا غابة الحيوان مضيئة ومشعشعة ومنورة وخالية من الضوضاء ومن الحروب بينما مدينة الإنسان بلا قلب والبشر يسيرون بإتجاه الغابة والحيوان يتوجه إلى المدينة .مع تحياتنجيب ايوب
المفضلات