رئيس تحرير «الأهرام» يرفض الاعتذار لـ «الجزيرة»
2010-07-18
القاهرة - العرب
رفض أسامة سرايا، رئيس تحرير صحيفة «الأهرام» المصرية، تقديم اعتذار واضح وصريح لقناة «الجزيرة» على الإساءة التي وجهتها الصحيفة لعدد من قيادات القناة ومذيعاتها، وقال إن «الأهرام» لن تسمح لمحامي القناة باستدراجها إلى القضاء البريطاني لأن القضاء المصري هو المعني بالقضية، حسب قوله.
وأشار سرايا في تصريحات لبرنامج «العاشرة مساء» بقناة «دريم» المصرية إلى أن «الأهرام» تلقت رسالة من المحامي البريطاني (سكوت)، محامي قناة «الجزيرة»، حول القضية، وأنه -أي سرايا- رد عليه ردا قانونيا يوضح أن الموضوع المنشور في ملحق «ع الهوا» لم ينشر بالطبعة الدولية للصحيفة ولذلك لا يحق للقناة رفع القضية بلندن، حسب تعبيره. وقال: «المحاكم المصرية مفتوحة وأهلاً وسهلاً بمحامي الجزيرة لو أراد التقاضي».
وأضاف: «لن نسمح للمحامي سكوت بأن يستدرجنا إلى القضاء البريطاني. والفيصل سيكون القضاء المصري»، متهماً محامي «الجزيرة» بالمبالغة لكي يحقق مصالحه، حسب قوله.
وقال: «موضوع استقالة المذيعات من قناة الجزيرة نُشِر في كل الصحف ووسائل الإعلام العربية والعالمية، وليس خبراً مفتعلاً ولا ادعاءات فيه، لأنه ببساطة نُقل عن مذيعات الجزيرة أنفسهن».
وقال سرايا إن قناة «الجزيرة» لم ترسل توضيحا على الموضوع المنشور، وتلك نقطة ضعف قانونية، حسب قوله، ملمحا إلى أن «الأهرام» مستعد لنشر أي توضيح.
وعندما سألته مقدمة البرنامج عما إذا كان ذلك اعتذاراً، قال سرايا «إن الأمر لا يصل لذلك ولكن كل الصحف تخطئ ومن الممكن أن تصحح الخطأ».
وعما إذا كانت هناك وساطة لحل الموضوع ودياً قال سرايا إن «الأهرام» مستعدة للتحدث في ذلك بناء على أسس قانونية، وقال «لم ندخل في وساطات ولا أقبل تهديدات من المحامين».
وأضاف: «لم أدخل في أي مفاوضات مع القناة، ولكن بابي مفتوح لمن يريد الحوار على أسس قانونية. محامي الجزيرة يتكلم بشكل مطلق، من أجل أن تفهم الجزيرة إمكاناته وقدراته القانونية، وهذا حقه، ولكن نحن أيضا لدينا نفس القدرات القانونية، وإذا كان يريد اللجوء للقضاء فأهلا وسهلا بالقضاء المصري العادل».
وكان الصحافي عاطف حزين، مشرف ملحق «ع الهوا» المتسبب في الأزمة، قد صرح من قبل بأن هناك وساطات لحل الموضوع ودياً وأنه يسعى لتوسيط العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، وهو ما نفته مصادر بقناة «الجزيرة» في حينه موضحة أن الجزيرة تجاوزت عن الكثير من التجريحات التي صدرت من وسائل إعلام مصرية وعربية لكن أن يصل الأمر إلى الخوض في أعراض العاملين بالقناة فذلك لن يتم أبداً التسامح فيه لأنه يخرج تماما عن باب النقد وحتى عن باب الهجوم على سياسة القناة فضلاً عن الآداب والأخلاق العامة.
وكانت «العرب» قد انفردت بتغطية الأزمة بين «الأهرام» وقناة «الجزيرة» على مدى الفترة الماضية ونقلت عنها الصحف العربية والأجنبية والمحلية تفاصيل وتطورات القضية حيث كانت «العرب» سبّاقة بنشرها في عددها يوم الخامس من يوليو الحالي رفع «الجزيرة» دعويين قضائيتين على جريدة «الأهرام»: الأولى أمام المحاكم المصرية ووكلت المحامي الشهير الدكتور محمد سليم العوا بتولي القضية، فيما رفعت الدعوى الثانية أمام المحاكم البريطانية ووكلت محاميا بريطانيا شهيرا لتوليها حيث طلب تعويضا مبدئيا يقدر بخمسة ملايين جنيه إسترليني.
وكانت «الأهرام» قد تناولت قضية استقالة خمس من مذيعات قناة «الجزيرة» بطريقة مسيئة، الأمر الذي أجمع خبراء وفقهاء قانون على أن الموضوع المنشور تنطبق عليه كافة أركان قضايا السب والقذف لكونه كلاما مرسلا بدون أي مستندات تضمن ألفاظا بذيئة خادشة للحياء زعمت أنها وردت على لسان بعض قيادات ومذيعات قناة «الجزيرة» ومواقف مفبركة ادعت الصحيفة أنها حدثت على خلفية أزمة استقالة المذيعات الخمس، وهو الأمر الذي أثار استياء واسعا في أوساط صحافيي «الأهرام» والصحافيين المصريين عموما واعتبروه سقطة مهنية كبرى لصحيفة «الأهرام» وإساءة لتاريخ الصحيفة العريقة.
وقد حاول حينها الصحافي عاطف حزين مشرف ملحق»ع الهواء» بصحيفة الأهرام والذي نشر الموضوع الأزمة تبرير موقفه من خلال برنامج «مانشيت» على فضائية «أون.تي.في» المصرية لكن عددا من الصحافيين المصريين تصدوا لحزين على الهواء مباشرة وفندوا حديثه داعين مؤسسة الأهرام للاعتذار الصريح عن تلك السقطة التي لا تليق بصحيفة عريقة رصينة مثل الأهرام.
وعقب البرنامج تم عقد اجتماع بمقر صحيفة الأهرام حضره رئيس التحرير أسامه سرايا وعدد من قيادات الصحيفة بحضور الصحافي عاطف حزين وجَّه فيه سرايا والحضور انتقادات حادة لحزين الذي اعترف أمامهم بعدم وجود أي مستندات لديه تدعم ما نشره وأن ما نشره كان مجرد تعليقات لقراء على خبر استقالة المذيعات على موقع صحيفة «الدستور» المصرية.






رد مع اقتباس

المفضلات