محمد الصمادي
09-07-2011, 11:48 AM
قصيدة من أجمل ما قرأت للمتنبي، 
 
لهَوَى النّفُـوسِ سَرِيـرَةٌ لا تُعْلَـمُ ___
عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أنـي أسْلَـمُ
 
 
يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى __
لأخوكِ ثَـمّ أرَقُّ منـكِ وَأرْحَـمُ
 
رَاعَتْكِ رَائِعَةُ البَيـاضِ بمَفْرِقـي ___
وَلَوَ انّهَا الأولى لَـرَاعَ الأسْحَـمُ
 
 
لَوْ كانَ يُمكِنُني سفَرْتُ عن الصّبى __
فالشّيـبُ مِـنْ قَبـلِ الأوَانِ تَلَثُّـمُ
 
وَلَقَدْ رَأيتُ الحادِثـاتِ فَـلا أرَى ___
يَقَقـاً يُمِيـتُ وَلا سَـوَاداً يَعصِـمُ
 
 
وَالهَـمُّ يَخْتَـرِمُ الجَسيـمَ نَحَافَـةً ___
وَيُشيبُ نَاصِيَـةَ الصّبـيّ وَيُهـرِمُ
 
 
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيـمِ بعَقْلِـهِ __
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
 
 
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفـاظَ فمُطلَـقٌ ___
يَنسَى الذي يُولـى وَعَـافٍ يَنْدَمُ
 
 
لا يَخْدَعَنّـكَ مِـنْ عَـدُوٍّ دَمْعُـهُ ___
وَارْحَمْ شَبابَكَ مـن عَـدُوٍّ تَرْحَـمُ
 
 
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ مـنَ الأذى _
__ حتى يُرَاقَ عَلـى جَوَانِبِـهِ الـدّمُ
 
 
يُؤذي القَليلُ مِـنَ اللّئَـامِ بطَبْعِـهِ ___
مَـنْ لا يَقِـلّ كَمَـا يَقِـلّ وَيَلْـؤمُ
 
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجـدْ ___
ذا عِـفّـةٍ فَلِعِـلّـةٍ لا يَـظْـلِـمُ
 
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَـن لا يَرْعَـوي __
عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَـن لا يَفهَـمُ
 
وَجُفُونُـهُ مَـا تَسْتَـقِـرّ كَأنّـهَـا ___
مَطْرُوفَةٌ أوْ فُـتّ فيهـا حِصـرِمُ
 
وَإذا أشَــارَ مُحَـدّثـاً فَكَـأنّـهُ ___
قِـرْدٌ يُقَهْقِـهُ أوْ عَجـوزٌ تَلْطِـمُ
 
يَقْلَـى مُفَارَقَـةَ الأكُـفّ قَـذالُـهُ ___
حتـى يَكَـادَ عَلـى يَـدٍ يَتَعَـمّـمُ
 
وَتَراهُ أصغَرَ مَـا تَـرَاهُ نَاطِقـاً، ___
وَيكونُ أكذَبَ مـا يكـونُ وَيُقْسِـمُ
 
وَالذّلّ يُظْهِرُ فـي الذّليـلِ مَـوَدّةً _
__ وَأوَدُّ مِنْـهُ لِمَـنْ يَـوَدّ الأرْقَــمُ
 
وَمِنَ العَـداوَةِ مـا يَنَالُـكَ نَفْعُـهُ ___
وَمِنَ الصّداقَةِ مـا يَضُـرّ وَيُؤلِـمُ
 
أرْسَلْتَ تَسألُنـي المَديـحَ سَفَاهَـةً ___
صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ مـاذا أزْعَـمُ
 
فلَشَدّ ما جاوَزْتَ قَـدرَكَ صَاعِـداً ___
وَلَشَدّ ما قَرُبَـتْ عَلَيـكَ الأنجُـمُ
 
وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصـاً ___
إنّ الثّنَـاءَ لِمَـنْ يُـزَارُ فيُنْـعِـمُ
 
وَلمَنْ أقَمْتَ علـى الهَـوَانِ بِبَابِـهِ ___
تَدْنُـو فيُوجـأُ أخْدَعـاكَ وَتُنْهَـمُ
 
وَلمَنْ يُهِينُ المَـالَ وَهْـوَ مُكَـرَّمٌ ___
وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْـوَ عَرَمْـرَمُ
 
وَلمَنْ إذا التَقَـتِ الكُمـاةُ بمَـأزِقٍ ___
فَنَصِيبُـهُ مِنْهَـا الكَمـيُّ المُعْلِـمُ
 
وَلَرُبّمَـا أطَـرَ القَنَـاةَ بـفَـارِسٍ ___
وَثَنـى فَقَوّمَهَـا بِـآخَـرَ مِنْـهُـمُ
 
وَالوَجْهُ أزْهَـرُ وَالفُـؤادُ مُشَيَّـعٌ ___
وَالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسـامُ مُصَمِّـمُ
 
أفْعَالُ مَـن تَلِـدُ الكِـرامُ كَريمَـةٌ ___
وَفَعَالُ مَنْ تَلِـدُ الأعَاجِـمُ أعجـمُ
لهَوَى النّفُـوسِ سَرِيـرَةٌ لا تُعْلَـمُ ___
عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أنـي أسْلَـمُ
يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى __
لأخوكِ ثَـمّ أرَقُّ منـكِ وَأرْحَـمُ
رَاعَتْكِ رَائِعَةُ البَيـاضِ بمَفْرِقـي ___
وَلَوَ انّهَا الأولى لَـرَاعَ الأسْحَـمُ
لَوْ كانَ يُمكِنُني سفَرْتُ عن الصّبى __
فالشّيـبُ مِـنْ قَبـلِ الأوَانِ تَلَثُّـمُ
وَلَقَدْ رَأيتُ الحادِثـاتِ فَـلا أرَى ___
يَقَقـاً يُمِيـتُ وَلا سَـوَاداً يَعصِـمُ
وَالهَـمُّ يَخْتَـرِمُ الجَسيـمَ نَحَافَـةً ___
وَيُشيبُ نَاصِيَـةَ الصّبـيّ وَيُهـرِمُ
ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيـمِ بعَقْلِـهِ __
وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفـاظَ فمُطلَـقٌ ___
يَنسَى الذي يُولـى وَعَـافٍ يَنْدَمُ
لا يَخْدَعَنّـكَ مِـنْ عَـدُوٍّ دَمْعُـهُ ___
وَارْحَمْ شَبابَكَ مـن عَـدُوٍّ تَرْحَـمُ
لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ مـنَ الأذى _
__ حتى يُرَاقَ عَلـى جَوَانِبِـهِ الـدّمُ
يُؤذي القَليلُ مِـنَ اللّئَـامِ بطَبْعِـهِ ___
مَـنْ لا يَقِـلّ كَمَـا يَقِـلّ وَيَلْـؤمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجـدْ ___
ذا عِـفّـةٍ فَلِعِـلّـةٍ لا يَـظْـلِـمُ
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَـن لا يَرْعَـوي __
عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَـن لا يَفهَـمُ
وَجُفُونُـهُ مَـا تَسْتَـقِـرّ كَأنّـهَـا ___
مَطْرُوفَةٌ أوْ فُـتّ فيهـا حِصـرِمُ
وَإذا أشَــارَ مُحَـدّثـاً فَكَـأنّـهُ ___
قِـرْدٌ يُقَهْقِـهُ أوْ عَجـوزٌ تَلْطِـمُ
يَقْلَـى مُفَارَقَـةَ الأكُـفّ قَـذالُـهُ ___
حتـى يَكَـادَ عَلـى يَـدٍ يَتَعَـمّـمُ
وَتَراهُ أصغَرَ مَـا تَـرَاهُ نَاطِقـاً، ___
وَيكونُ أكذَبَ مـا يكـونُ وَيُقْسِـمُ
وَالذّلّ يُظْهِرُ فـي الذّليـلِ مَـوَدّةً _
__ وَأوَدُّ مِنْـهُ لِمَـنْ يَـوَدّ الأرْقَــمُ
وَمِنَ العَـداوَةِ مـا يَنَالُـكَ نَفْعُـهُ ___
وَمِنَ الصّداقَةِ مـا يَضُـرّ وَيُؤلِـمُ
أرْسَلْتَ تَسألُنـي المَديـحَ سَفَاهَـةً ___
صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ مـاذا أزْعَـمُ
فلَشَدّ ما جاوَزْتَ قَـدرَكَ صَاعِـداً ___
وَلَشَدّ ما قَرُبَـتْ عَلَيـكَ الأنجُـمُ
وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصـاً ___
إنّ الثّنَـاءَ لِمَـنْ يُـزَارُ فيُنْـعِـمُ
وَلمَنْ أقَمْتَ علـى الهَـوَانِ بِبَابِـهِ ___
تَدْنُـو فيُوجـأُ أخْدَعـاكَ وَتُنْهَـمُ
وَلمَنْ يُهِينُ المَـالَ وَهْـوَ مُكَـرَّمٌ ___
وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْـوَ عَرَمْـرَمُ
وَلمَنْ إذا التَقَـتِ الكُمـاةُ بمَـأزِقٍ ___
فَنَصِيبُـهُ مِنْهَـا الكَمـيُّ المُعْلِـمُ
وَلَرُبّمَـا أطَـرَ القَنَـاةَ بـفَـارِسٍ ___
وَثَنـى فَقَوّمَهَـا بِـآخَـرَ مِنْـهُـمُ
وَالوَجْهُ أزْهَـرُ وَالفُـؤادُ مُشَيَّـعٌ ___
وَالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسـامُ مُصَمِّـمُ
أفْعَالُ مَـن تَلِـدُ الكِـرامُ كَريمَـةٌ ___
وَفَعَالُ مَنْ تَلِـدُ الأعَاجِـمُ أعجـمُ