هناك سمة خاصة تميز كل شركة ومنتجاتها وأسلوبها سواء مع عملاءها أو تقديم منتجاتها، فتجد بلاك بيري كانت تقدم نفسها بأنها الحصن المنيع لبياناتك. ونوكيا كانت تشتهر بأنها هاتف الشعب. جوجل تعرف بالحرية الواسعة وتقديم الكثير من الخدمات الرائعة المجانية. فيسبوك عملاق يهتم بجمع بياناتك من كل مكان ويربح منها ولا يسمح لأحد بالربح منه. أما أبل فالأمر له قصة مختلفة.




تتبع أبل سياسة وأسلوب تفكير مؤسسها ومديرها السابق ستيف جوبز وهو تقديم شيء مختلف وثوري وفي نفس الوقت رسم خطة طويلة المدى في المنتجات. وفي نفس الوقت تنغلق أبل على نفسها تماماً فتشعر أنك لتستفيد حقاً من كل المزايا لابد من اقتناء آي-فون وآي باد وساعة أبل وتلفاز أبل وحاسب ماك. لكن من يتابع بدقة أبل خلال آخر عامين يشعر بالحيرة ويتسائل: “هل تحاول أبل خلق مفهوم وشكل جديد للشركة؟” وفي الأسطر التالية سوف نتناقش سويا في هذا الأمر.
مشاكل غير مفهومة

لا يمكن أن يأتي منتج أو نظام تشغيل ويكون خالي من الأعطال، هذا لم يحدث ولن يحدث فالذي قام بتطويره بشر، لكن خلال العامين الأخيرين تشعر بأن هناك خلل ما، تجد الشركة تصدر تحديث مثل iOS 8.0.1 ثم تسحبه بعد ساعة واحدة لخلل تقني. تجدها تعلن عن موعد تحديث ساعة أبل ثم تتراجع في الساعات الأخيرة. وجميعنا يذكر كارثة iOS 9.3 وأنا أعني الكلمة بدقة وهى “كارثة” لأنه لا يعقل أن تجد رئيس أبل يتفاخر بأن نظام iOS 9.3 هو أكثر نظام صدر له نسخ تجريبية في تاريخ الشركة على مدى 3 أشهر تقريباً ثم تجده يصدر ويتعطل ملايين الأجهزة حول العالم مما يضطر الشركة لسحب التحديث، ما الذي يحدث يا أبل ألم تختبري التحديث على أجهزتك؟! والكارثة الأخرى أن الأجهزة التي نجحت من أزمة الموت مع التحديث تعاني هى الأخرى من مشكلة إمكانية فتح روابط!!! ألم يجبر أي من مهندسي الشركة النظام نهائياً؟!





طبيعي جداً أن يصدر تحديث ثم يكتشف ثغرة أمنية، أو يستهلك البطارية، بطيء؛ لكن يصدر نظام تشغيل لا يعمل؟! وتجد هذا الأمر يتكرر عدة مرات خلال آخر عامين فهذا يعني أن “قسم الجودة” لم يعد يعمل حالياً فالأمر إذا حدث مرة قد يكون صدفة، أما أن يتكرر فهذه ليست مصادفة بل فوضى.
منطق تسعيري غير “منطقي”

أبل كانت ولاتزال شركة لا تستهدف المستخدم ذو القدرة المالية الضعيفة والمتوسطة لكن مؤخراً تجد أمور غير منطقية في تسعير المنتجات. سياسة أبل التسعيرية تدعى “الترقية = 100 دولار”. فتجد أي منتج يزيد 100 دولار إذا رغبت في الأعلى منه سواء الأعلى سعة تخزينية أو حجم شاشة كالآي فون 6s مثلاً. لذا فإذا أخبرتك أن منتج سعره 499 دولار لنسخة 16 جيجا وطلبت منك ذكر باقي السعات التخزينية فكنت ستقول 599 سعة 32 جيجا و 699 سعة 64 جيجا و 799 سعة 128 جيجا و 899 سعة 256 جيجا وهكذا. هذه كانت سياسة أبل التسعيريه منذ 2008 لكنها قبل عامين قررت أمر جيد وهو إلغاء سعة 32 جيجا وترحيل الأسعار (أي في المثال السابق تصبح سعة 64 جيجا بسعر 599 دولار وسعه 128 جيجا بسعر 699 دولار وهكذا). لكن ماذا قررت ابل أن تفعل في الآي باد؟!



تعاني أبل من كارثة في مبيعات الآي باد التي تنهار منذ عامين بشكل متواصل فتخيل كيف قررت إدارة تسويق أبل بقيادة فيل شيلر علاج هذه الأزمة؟! الإجابة هى زيادة سعر الآي باد 100$ نعم هذا هو الحل العبقري، إذا كان لديك أزمة في بيع منتج قم برفع سعره فهذا سوف يجعله يباع (هذا ما يراه فيل شيلر). العام الماضي كان من يدفع 599$ يحصل على أحدث آي باد سعة 64 جيجا واي فاي، أما هذا العام فهذا المبلغ يجعلك تحصل على سعة 32 جيجا. سعة 128 جيجا كانت تكلفك 699 دولار وأصبحت الآن 749$.





هل تريد أن ترى نقطة أخرى غير منطقية؟! فالآي باد Air 2 والآي باد ميني 4 هما تقنياً نفس الجهاز بفارق الحجم فماذا عن السعر؟! الآن يباع الآي باد Air 2 بنفس سعر الآي باد ميني منذ صدور Pro. من المنطقي أن تخفض أبل سعر Air 2 لكن هل منطقي أن يكون الحجم لا يؤثر في السعر؟!




نفتاح على العالم الخارجي

هذه نقطة أخرى عن تغير سياسات أبل لكنها ليست سلبية مثل السابقين. وسوف نناقشها هناك من ثلاث اتجاهات:
المنتجات: في السابق كان جوبز وخليفته الفكري جوني إيف يعملان بسياسة هى “سوف نفكر ونقدم منتج متميز ولن نهتم برأي العالم فسوف يشترون ما نقدمه”. ونجح هذا لسنوات. لكن مؤخراً وجدنا أبل تجبر على اتباع السوق، بدأت مع الآي باد ميني في 2012 ثم ساعة أبل في 2014 ثم الآي باد Pro في 2015 وكانت دائماً تقول أننا فكرنا ووجدنا هذا المنتج مميز لكنها في 2016 كشفت عن الآي فون SE وذكرت صراحة لأول مرة أنه جاء تلبية لطلب الجماهير حيث وجدت أن هناك 40 مليون جهاز بحجم 4 بوصة تم بيعهم في 2015 والجمهور يريد هذا لذا نقدمه لكم (يقال سراً أن أبل تعاني من انهيار الاقتصاد الصيني وأرادت توفير نسخة رخيصة من الآي فون بطريقة جيدة).




نظام iOS: من يتابع تطور ومزايا iOS العامين الماضيين يجد أن أبل تقدم أكبر انفتاح في تاريخها، سمحت للمطورين باستخدام البصمة، ووضع الويدجيت، صناعة لوحات المفاتيح، المشاركة بين التطبيقات، استخدام أكثر من تطبيق لتعديل الصور مع التطبيق الرسمي. ويشاع أنها ستقدم انفتاح أكبر في iOS 10 الذي سيكشف عنه بعد شهرين.
الشركات الأخرى: هذا يعد أحدث الأخبار وهو المفاجئة، أبل كانت تعتبر أجهزتها حصرية لها ودائرة منغلقه عليها. لكننا فوجئنا بإطلاق هاتف HTC 10 بأنه يوفر خاصة البث AirPlay. صدق أو لا تصدق فأبل سوف تسمح لشركة منافسه في سوق الهواتف الذكية بأن تدعم ميزة وإمكانية بث المحتوى الحصرية لأجهزتها مع Apple TV. ولم يتوقف أو لم يكن حصرياً على HTC فتخيل الآن أنك إذا دخلت على موقع أبل الآن لتستعرض مزايا الآي باد Pro ستجد أبل تقول لك أن الآي باد رائع مع استخدامك لتطبيقات أوفيس مايكروسوفت، الشركة التي تملك تطبيقات مكتبية مثل Pages تقوم بعمل دعايا لمنتجات منافسها وغريمها لعشرات السنين. ولم تتوقف عند هذا بل وإذا قررت شراء الآي باد فتجد أبل تظهر صفحة تخبرك بأن هذه المنتجات تجعل الآي باد أفضل مثل القلم أو الغلاف الذكي وضمان إضافي و… مايكروسوفت أوفيس!؛ هذه ليست دعابة؛ أبل تقترح شراء أوفيس مايكروسوفت لأي شخص يشتري أجهزتها وتخبره أن بهذا الآي باد سيكون أفضل!!!