هل كان الاسبوع الاول من دوري» المناصير» للمحترفين عادلاً، كي يوزع النقاط على الفرق ويجعل منه اسبوعاً مثيرا؟
رغم ما حدث من نتائج، فقد تعادلت نصف الفرق، وفازت ثلاثة، لتخسر مثلها، حيث كان الرابح من الفرق الـ 12 الفيصلي الذي هز بعنف شباك شباب الحسين بخمسة اهداف نظيفة، واجتاز العربي منافسه اليرموك بهدفين، وحسم الوحدات مواجهة الرمثا بهدف، وهو هدف يكاد اكثر وزناً من نقاط الفوز، نظراً لأهمية المباراة و»تصنيف» الفريقين على الساحة المحلية.
الا ان فرق الصريح وذات راس ومنشية بني حسن التي ينظر لها البعض بأنها ما تزال فرقاً تسير على الطريق الصعب، مقارنة بالفرق التي تسبقها تأسيساً وخبرة، او» ضيفة» على الدوري، فرق رفضت الخسارة رغم «شكل المواجهة» لا بل كاد المنشية يخرج عن سرب الفرق المتعادلة وهو يتقدم على الجزيرة بهدف قبل ان تشفع للاخير هفوة الحكم وتمنحه فرصة التعادل، كما اكد التحليل التحكيمي على القناة الاردنية الناقلة.
ويبدو ان شباب الاردن بتعادله مع البقعة 2/2 لا تعجبه النقطة، وان جاءت مع موعد انطلاق الدوري، ولكن لا ندري ما مدى رضا منافسه بالنتيجة، على ان خسارة اليرموك وشباب الحسين تبدو مستحقة.
و»كالعادة» فان المستوى الفني «على حاله» ولكن هذا يؤكد ان الفرق في تباين في هذا الجانب، الا ان الخوف من ان نشاهد في الاسابيع المقبلة، ما يجعل الفرق المرشحة للقب والمراكز المتقدمة تتعثر او تترنح ، وهو من الممكن ان يحدث، خصوصاً ان «الدوري الاردني» لم تعد تنفعه « سياسات الترقيع» في تنظيم برامجه، او المجيء بلاعب او مدرب ، وبعد ان بدأت عجلة عربة رحيل المدربين دورانها، وتعدى لأن يكون المدير الفني لاحد الفرق بـ «الاعارة»!
وحتى لا يفهم اننا نبالغ في «حدة النقد» للفرق ، فان هنالك بعض الاشارات التي التقطناها عند مشاهدة بعض المباريات، منها ان مباراة الوحدات والرمثا - باعتبار الفريقين يشكلان ضلعي المثلث او المربع، وهما اللذان يبحثان عن اللقب الجديد مثلما كانا يبحثان عن لقب الموسم الماضي- جاءت متوسطة او ادنى ، في الوقت الذي ظهر فريق المنشية بمظهر المنافس الذي يؤكد احقيته بالبقاء في عداد المحترفين، وهو المسعى الذي يقاتل من اجله الوافد الجديد الصريح وهو يتعادل مع مضيفه ذات راس.
اما النتيجة التي خرج بها الفيصلي ، فهي نتيجة مطلوبة منه سواء ظهر بصورة فنية عالية، باعتباره حامل اللقب ويريد الدفاع عنه، او بصورة عادية ، حيث نقصد هنا، نتيجة الفوز، ودون النظر الى نتيجة الاهداف، فيما لو جاءت خمسة او اقل.
لغة الارقام
ويمكن ان نتناول في حساب الاهداف لتكون الى جانب النقاط ، وهو ان عدد الاهداف المسجلة لا تتوافق مع عدد الفرق المشاركة، وقد تتوافق مع عدد المباريات التي شهدت جميعها اهدافاً، الا انه لو لم يرفع الفيصلي منسوبها الى 16 هدفاً، فانه لا شك ان نسبة التسجيل متدنية، وهي في الوقت ذاته،مؤشر على تذبذب الجانب الهجومي للفرق ، وليس بالضرورة ان تؤشر على قوة في الجانب الدفاعي، واكبر دليل على توضيح هذا، مباراة الوحدات والرمثا التي انتهت بفوز الاول بهدف، وهما الفريقان اللذان اشرنا الى ميزتهما ، اضافة الى عدد اللاعبين الذين يشاركون في صفوف المنتخب الوطني.
وللمزيد في الحديث في هذا الجانب، فان ما اسفرت عنه مباريات الفرق المتعادلة، من حيث شكل النتيجة وعدد الاهداف، يبدو منطقياً حيث وصلت الى 8 اهداف، فيما كان لهدفي العربي ، مساهمة مرضية في زيادة الاهداف في شكلها العام وليس على صعيد الفرق الفائزة، فحسب.
واستكمالاً لـ «لغة الارقام» فان لاعبي الفيصلي خليل بني عطية ومحمد الحموي ، سجلا 4 اهداف مناصفة، قد يكون فيها رد لـ» التهمة» التي اشرنا اليها في جانب التسجيل، كما ان خروج لاعبي الرمثا عبدالله الزعبي ورامي سمارة ولاعب البقعة يزن شاتي بالبطاقة الحمراء، امر يدعو المدربين التشديد عليه، لما له من خطورة على مسيرة الفريق، وخصوصاً ان الدوري لم يمض منه الا اسبوع !.


عدسة الرأي

التقطت عدسة الزميل «أحمد العساف» صورة تظهر محترف الفيصلي محمد الحموي يستمع إلى جمهور الفريق يردد اسمه بعد تسجيله الهدف الرابع تحديداً في المباراة التي جمعته مع شباب الحسين على ستاد عمان وانتهت بخماسية نظيفة.. ويبدو حارس المرمى حمدي سعيد مذهولاً من ثقل النتيجة.

بروح عالية

رغم التنافس الشديد على الفوز، إلا أن الروح الرياضية طغت على مجريات لقاء العربي واليرموك، ويظهر في الصورة التي ركزت عليها كاميرا الزميل أنس جويعد مجموعة من لاعبي اليرموك يطمئنون على اصابة نجم العربي يوسف الرواشدة الذي يتلقى العلاج بوجود الحكم أحمد فيصل.


الأثمن

رأس الثلاثي

حمل الأسبوع الأول عديد الأهداف التي قد توصف بالثمينة قياسا بالنتائج التي تحققت وعلى سبيل المثال هدف التعادل للجزيرة أمام المنشية وكذلك الحال لهدف البقعة في شباب الأردن والصريح في ذات راس لكن يبقى «الأثمن» على الإطلاق هدف مهاجم الوحدات محمود شلباية في مرمى الرمثا في القمة المبكرة ذلك أن الهدف جاء في توقيت مؤثر بالدقيقة 88، وجير النقاط كاملة للوحدات أمام منافس عنيد في انطلاق البطولة، بل أن الهدف ذاته دفع بالمباراة نحو إثارة متزايدة وأجبر شلباية حارس الرمثا عبد الله الزعبي على الخروج بالبطاقة الحمراء وتبعه رامي سمارة.


الأبرز

تحركات وثبات

قدم حسونة الشيخ قائد الفيصلي -المعتزل دولياً- أداءً واثقاً في مباراة شباب الحسين جعله يبرز فوق سطح الأحداث، وهو ما فعله كذلك حارس مرمى الوحدات عامر شفيع أمام الرمثا وساهما بحصد النقاط كاملة.
حسونة قاد فريقه لفوز مستحق في مستهل رحلة الدفاع عن اللقب، وتحرك دون توقف وفي كافة المحاور وصنع الفرص وأوجد المساحات لزملائه مما مكن من «الخماسية».
بدوره كان شفيع يمنح الثقة لزملائه أمام فرص الرمثا المباشرة، وبدا هادئاً وواثقا في موقعه وأبدى ثباتاً في مركزه ونجح في منع الكرات من دخول مرماه رغم صعوبتها وساهم بالفوز الثمين.

الأجمل

صاروخ أوروبي

إذا ما تم حصر الأهداف الجميلة التي سجلت فإن هدف قيس العتيبي لاعب منشية بني حسن يتقدمهم دون منازع.
العتيبي استلم كرة ووجد زاوية الرؤيا مفتوحة ليطلق قذيفة بعيدة المدى مرت بسرعة واستقرت على يمين حارس مرمى الجزيرة أحمد عبد الستار الذي حاول الوصول اليها دون جدوى.
ويبرز كذلك هدف محمد الحموي الأول للفيصلي في مرمى شباب الحسين حيث سدد بذكاء وينسحب الأمر على هدف العربي الثاني في مرمى اليرموك والذي سجله خلدون الخزام بلمسة سريعة.


ما وراء الحدث


الرمثا وفرضية المؤامرة »الوهمية«

فريق الرمثا او»غزلان الشمال» كما اطلقت عليهم «الرأي» اللقب منذ صعود الفريق الى دوري الاضواء قبل اكثر من 30 عاما هو الفريق الذي اضاف الكثير للكرة الاردنية وقدم للمنتخبات الوطنية نجوما ومواهب لا تزال الذاكرة تسجل لهم بحروف من ذهب كل ما قدموه عبر كل الاجيال.
والرمثا هو الفريق الوحيد الذي ظفر بلقب بطولة الدوري من خارج اندية العاصمة وهو ظفر بكل القاب الكرة الاردنية.. الدوري والكأس والدرع ومباراة كأس الكؤوس وهو كان من اوائل الاندية التي مثلت الكرة الاردنية في بطولات الاندية العربية والاسيوية .. لكن الرمثا .. الفريق ابتعد طويلا عن منصات التتويج قبل ان يعود اليها بقوة الموسم الماضي ويخسر المباراة الفاصلة لتحديد بطل الدوري امام فريق الفيصلي.
مع عودته تضاعفت نسبة الحضور الجماهيري وارتفع مستوى المنافسة على اللقب وبات الفريق يدخل ضمن ترشيحات النقاد والمراقبين للمنافسة على لقبي الدوري والكأس للموسم الحالي 2012-2013 ولكن ما الذي يحصل الان؟
الرمثا خاض ست مباريات بالموسم الجديد.. خمس ببطولة الكأس ومباراة واحدة ببطولة الدوري.. وتعرض النادي للعقوبات المالية والادارية في ثلاث مباريات... اي نصف عدد المباريات التي خاضها حتى الان!!! وهو رقم مهول ومرعب!
في الاولى كانت امام احدث فريق يظهر ببطولتي المحترفين وهو فريق الصريح يوم تقابلا باول مباراة بكأس الاردن وفي ليلة رمضانية وحدث ما استنكره الجميع ودفع الفريق ثمن تهور «فئة» على حد تعبير البعض حينما اتخذ اتحاد كرة القدم قراره بنقل ست من مباريات الفرق من معلبه الى ملاعب محايدة.
وفي الثانية كانت امام شباب الاردن حينما اعترض الجمهور على عدم احتساب حكم المباراة لركلة جزاء اعتقادا منهم ان الكرة لمست يد مدافع شباب الاردن رغم ان الكرة ذاتها بلغت هداف الفريق راكان الخالدي وهو على بعد متر من المرمى وفشل في تسجيل هدفا منها وكانت اخطر من ركلة جزاء رغم ان الاعادة اكدت عدم وجود الركلة ويومها فرض اتحاد كرة القدم عقوبة مالية على النادي.
وفي الثالثة ما حدث في مباراة الرمثا مع الوحدات وما اعقبها من تصريحات لرئيس النادي سحبت بالكامل في اليوم التالي بعدما تأكد بنفسه وزملائه اعضاء مجلس الاارة عدم تعرض الفريق للظلم من الحكام.
ان تكرر احداث الشغب وحالات الانفعال الزائدة تتطلب مزيدا من الحكمة من ادارة النادي في التعامل بحزم مع كل من يسيء للنادي بالدرجة الاولى ممن يدعون انهم من جمهور الفريق ومن ابناء مدينة الرمثا وذلك من خلال ابداء ادارة النادي مزيدا من التعاون مع الاجهزة الامنية ومع اتحاد كرة القدم لاننا نخشى على الرمثا وعلى سمعه الكرة الاردنية من ان تلوث من فئة منبوذة ونخشى ان يتعرض الرمثا لعقوبات اشد درجة من التي يتعرض لها محليا حينما يعود للظهور من جديد ببطولة الاتحاد الاسيوي حيث لا محاباة ولا مجاملة.
نشد على ايدي ادارة الرمثا وهي تسحب الحديث الانفعالي لرئيسها وتصوب الامور بعقلانية ومسؤولية لكن امامها الكثير للعمل على اقناع البعض بان فرضية المؤامرة على النادي التي يرسمها البعض في خياله بأنها وهم وغير حقيقية والا بماذا نفسر بأن الرمثا لم يخسر سوى مباراة واحده فقط من بين 22 مباراة خاضها ببطولة الدوري الموسم الماضي.

حديث الأرقام

أهداف غزيرة وبطاقات ملونة


أهداف غزيرة وبطاقات ملونة ونيران صديقة.. أجمل وصف يمكن اطلاقه على الأسبوع الأول من دوري «المناصير» للمحترفين لكرة القدم.
ست مباريات شهدت تسجيل (16) هدفاً وهي نسبة تبدو مرتفعة بمعنى أكثر من هدفين في المباراة الواحدة، فيما لم ينتهي أي لقاء بالتعادل السلبي، لكن وتيرة المواجهات والطابع التنافسي أدى لظهور العصبية الذي رافقها البطاقات الحمراء والتي اشهرت ثلاث مرات في وجه عبدالله الزعبي ورامي سمارة من الرمثا، ويزن شاتي لاعب البقعة.
وفي الحديث عن الشأن التهديفي برز خليل بني عطية ومحمد الحموي بتسجيلهما رباعية مناصفة، فيما توزعت باقي الاهداف على محمد عبدالحليم (البقعة)، رائد النواطير ووسيم البزور (شباب الأردن)، يوسف الرواشدة وخلدون الخزام (العربي)، محمود شلباية (الوحدات)، اشرف نعمان (الفيصلي)، قيس العتيبي (منشية بني حسن)، فادي لافي (الجزيرة)، عامر وريكات (ذات راس).
وسجل بالخطأ في مرماه علاء مطالقة مدافع شباب الأردن وعثمان الخطيب من ذات راس.

لقاء مع لاعب

بني عطية: لا نزال في البداية .. والفيصلي حاضر كالعادة

أظهر خليل بني عطية نجم الفيصلي توازنا كبيرا في تصريحاته التي اعقبت فوز فريقه بخماسية نظيفة على شباب الحسين في افتتاح مباريات دوري «المناصير» لكرة القدم.
عطية الذي سجل هدفين من اصل خماسية بطل الدوري والكأس للموسم الفائت، نوه الى ان هذه هي مجرد البداية فحسب «لا زلنا في بداية الطريق وامام البطولة اسابيع واسابيع كي تطوي اخر صفحاتها، وهو الامر الذي ينسحب على حسابات المنافسة التي اعتقد انها ستظل قائمة للرمق الاخير».
وفي الوقت الذي اشاد فيه «الغزال الاسمر» بقدرات فريقه وتعاون رفاقه في الفريق، اضافة الى حنكة الجهاز الفني بقيادة راتب العوضات، فانه اكد على ضرورة ان يحافظ الفيصلي على هذا النسق اذا ما اراد الحفاظ على لقبه من جهة، وتقديم الصورة التي تليق باسمه وعراقته وتاريخه من جهة اخرى.
وعن سر تألق لاعبي الفيصلي امام شباب الحسين وتألقه هو تحديدا قال: الفضل يعود للتلاحم الكبير بين اللاعبين الى جانب تقيدهم بالتعليمات والواجبات المناطة اليهم من قبل الجهاز الفني، فضلا عن العزيمة الكبيرة التي يتحلى بها اللاعبون وسعيهم الى تحقيق الانتصارات بما يلبي طموحات ادارة النادي وجماهيره الوفية.
وتابع: لطالما كان الفيصلي المنافس الابرز على الالقاب، وهو سيبقى حاضرا بهذه الصفة وعلى مختلف البطولات التي يقبل عليها، وبعيدا عن المجاملات، فان الفريق يملك في الوقت الحالي المقومات الفنية والاداية ما يؤهله لحصد الالقاب، وهو الامر الذي سنحاول نحن اللاعبون ترجمته على ارض الواقع.