محترفي السات الأردني - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    الصورة الرمزية Raed Saadeh
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 4
    المشاركات : 11,114
    الدولة: Jordan - Amman

    Arrow الإعجاز العلمي في الجبال

    مقدمة:لقد أرسل الله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس كافة على اختلاف عصورهم وثقافاتهم ومداركهم ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [سبأ: 28]، وأيده ببينات متنوعة تتناسب مع جميع من أرسل إليهم إلى يوم القيامة.
    ولقد أشار القرآن إلى هذا في قوله تعالى: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [فصلت:53]، وقد جعل الله العلم الإلهي الذي تحمله آيات القرآن هو البينة الشاهدة على كون هذا القرآن من عند الله كما قال تعالى:﴿لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [النساء:166]، أي: أنزله وفيه علمه.
    ففي هذه الآية بيان لطبيعة المعجزة العلمية، التي نزلت رداً على إنكار الكافرين، لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم التي تبقى بين يدي الناس، وتتجدد مع كل فتح بشري في آفاق العلوم والمعارف ذات الصلة بمعاني الوحي الإلهي، وكل آية من كتاب الله تحمل علماً إلهياً يعرفه البشر عند ارتقائهم بأسباب العلوم والمعارف في ذلك الميدان الذي تتحدث عنه الآية القرآنية .
    والقرآن ملئ بالآيات التي تتحدث عن مظاهر الكون، وحديثه عن الكون هو حديث من يعلم أسراره ودقائقه، مع أن البشرية كلها في وقت النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن تعلم معظم تلك الأسرار، وكان يغلب على تفكيرها الأسطورة والخرافة.
    لذلك رأينا الجراح الفرنسي العالمي الشهير الدكتور: موريس بوكاي يتقدم إلى البشرية بأطروحة قال فيها: لقد قامت الأدلة على أن القرآن الذي نقرأه اليوم، هو نفس القرآن الذي قرأه النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الصحابة، وما دام أن القرآن قد أفاض في الحديث عن الكون وأسراره، فإننا نستطيع بهذه الحقيقة أن نعرف منها إذا كان القرآن من عند الله باختبار يعرفه كل عاقل في عصرنا .
    فإذا كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم، وهو مملوء بالوصف لمظاهر الكون: الأرض، السماء، الجبال، البحار، الأنهار، الشمس، القمر، النبات، الحيوان، الإنسان، الرياح، الأمطار .. وغير ذلك، فإن حديثه عن هذه المظاهر الكونية سيعكس لنا علم محمد صلى الله عليه وسلم وثقافته عن المخلوقات وأسرارها، كما يعكس لنا علم مجتمعه وبيئته، وعلوم عصره في ذلك المجال، وهي علوم غلبت عليها السذاجة والخرافة والأسطورة، وسنجد القرآن عندئذ مملوءاً بالخرافة والأسطورة والخبر الساذج عند حديثه عن الكون وأسراره (إذا كان بشرا عاديا لا يوحى إليه من ربه)، كما هو شأن كل الكتب التي دونت في تلك الأزمنة بما فيها الكتب المقدسة عند اليهود والنصارى (التوراة والإنجيل) التي طرأ عليها التحريف، هذا إذا كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم .
    أما إذا كان القرآن من عند الله فسنراه في حديثه عن المخلوقات وأسرارها يسبق مقررات العلوم الحديثة, وسنرى الاكتشافات العلمية تلهث وراءه فتقرر ما فيه من حقائق وتؤكد ما فيه من مقررات في شتى المجالات، ولقد قضى الدكتور موريس بوكاي لتحقيق هذا الاختبار عشر سنوات يتعلم فيها القرآن واللغة العربية، ويقارن بين القرآن وبين الكشوف العلمية الحديثة , ثم ألف كتاباً سماه: "دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة" .
    وقد أثبت فيه سلامة القرآن من التحريف, ودخول التحريف على التوراة والإنجيل وأثبت تعارض التوراة والإنجيل مع العلوم الحديثة ؛ كما أثبت سبق القرآن لهذه العلوم وبين أن هذا مما اشتمل عليه وعد الله القائل: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾[فصلت:53],(1).

    الجبال:
    ﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً﴾ [المرسلات: 27]
    الجَبَلُ مُحرَّكةً: كلُّ وَتِدٍ للأرضِ عَظُم وطالَ فإن انْفَرد فأَكَمَةٌ(2)، والجبال من الأشياء العظيمة التي تبهر الناظر إليها، ولا عجب أن تحدق الأبصار نحوها ولو لعدة ساعات لما أودع الله فيها من العجائب والغرائب وما وهبها الله من الجمال الرباني الذي لا تصنعه يد المخلوقين ولا تصاميم المهندسين، وهي من الأسباب الرئيسية لإمداد الأنهار بالمياه العذبة وهي للرياضيين أفضل مكان للتسلق والتزلج والتنقل، وهي للفقراء مأوى وبيوت، وهي مصدر عظيم لأنواع شتى من المعادن كالماس والكبريت وغيرها.
    ولكن لماذا الإعجاز في الجبال وهي من الحجارة والتراب؟ هل لأنها عظمية الخلق؟
    أم لأنها زاهية الألوان؟ أم لأنها ذكرت في القرآن فلابد أن نوجد لها إعجازا ؟
    أم أن القرآن هو أول من لا حظ الجبال على سطح الأرض؟
    لا عجب إذن أن نتساءل ما وجه الإعجاز في الجبال؟ قبل أن نشرع في موضوعنا هذا سأذكر بعض الآيات التي ورد فيها ذكر الجبال وسمة كل آية وما توحي إليه تلك الآيات وأقوال المفسرين لها ومن ثم بعض مزايا الجبال وخصائصها من الناحية الجيولوجية، عندها ساعتئذٍ نستطيع الإشارة إلى وجه الإعجاز في هذه الجبال.

    آيات ورد فيها ذكر الجبال:
    ورد لفظ الجبال في القرآن ثلاثين مرة من غير تكرار إلا أن تلك المواضع لم تكن كلها تتحدث عن الجبال بعينها، فتارة يكون ذكر الجبال في معرض الامتنان على العباد في جعلها مأوى وبيوتا للناس، ﴿وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف: 74],﴿وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ﴾ [الحجر: 82], ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ﴾[الشعراء: 149], ﴿وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً﴾[النحل: 81]
    وتارة للتمثيل فيشبه عظمة قدرته سبحانه في إحالة أمواج البحار بسبب تسخير الرياح عليها إلى أمواج كالجبال الشاهقة: ﴿وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ﴾ [هود: 42], وتارة يذكرها فيمن يسجد لله ويخشع من خلقه إجلالا له وتعظيما لذاته القدسية العلية ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ [الحج: 18], ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 79], ﴿إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ﴾ [ص: 18].
    ألا أن الحظ الأوفر من تلك الآيات كانت تصب في وصف يوم القيامة وما فيه من الأهوال حتى إن أعظم ما خلق الله فيما نرى وهي الجبال تكون كالعهن أي كالصوف المنفوش فتصير هباء منبثا وتنسف نسفا﴿وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ [الكهف: 47], ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً﴾ [طه: 105], ﴿وَبُسَّتِ الْجِبَالُبَسّاً﴾ [الواقعة: 5], ﴿وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً﴾ [الحاقة: 14], ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً﴾ [المزّمِّل: 14], ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ﴾ [المرسلات: 10], ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً﴾ [النبأ: 20].
    وضمن كل تلك الآيات وردت آيات فيها ألفاظ مصاحبة للجبال تعبر عن معاني جديدة هي التي سنتناولها في هذا البحث إن شاء الله تعالى، وهي كما يلي:
    الأولى: قوله تعالى ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً﴾ [النبأ: 7] نرى أن الله تعالى أطلق على الجبال صفة الأوتاد، يقول ابن كثير: أي جعلها لها أوتادا أرساها بها وثبتها وقررها حتى سكنت ولم تضطرب بمن عليها(3)، وكذا قال القرطبي: لتسكن ولا تتكفأ ولا تميل بأهلها(4).
    الثانية: قوله تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ [النازعات: 32] وقد ورد لفظ "الرسو" في القرآن بصيغة الجمع (رواسي) في عدة مواضع هي كالتالي: ﴿وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الرعد: 3]أي جبالا ثوابت لأن واحدها راسية لأن الأرض ترسو بها أي تثبت والإرساء الثبوت(5), وقال تعالى: ﴿وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ﴾ [الحجر: 19] أي جبالا ثابتة لئلا تتحرك بأهلها(6), ﴿وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [النحل: 15]أي لئلا تميد عند الكوفيين وكراهية أن تميد على قول البصريين والميد: الاضطراب يمينا وشمالا ماد الشيء يميد ميدا إذا تحرك ومادت الأغصان تمايلت وماد الرجل تبختر(7), ﴿وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾ [الأنبياء: 31]﴿أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [النمل: 61]أي جبالا ثوابت تمسكها وتمنعها من الحركة(8), وقال تعالى: ﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾ [لقمان: 10], ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ﴾ [فصلت: 10],﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [ق: 7],﴿وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً﴾ [المرسلات: 27].
    فقد صاحب ذكر الجبال وهو أيضا لفظ يدل على معنى قائم بذاته وهو التثبيت ومنع الحركة ومنه سمي المرسى مرسى لأن فيه تقف السفن وتسكن عن الحركة، ومنه قوله تعالى: ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [هود: 41] قال ابن كثير: ذكر تعالى ما ألقى فيها من الرواسي الشامخات والجبال الراسيات لتقر الأرض ولا تميد أي تضطرب بما عليها من الحيوانات فلا يهنأ لهم عيش بسبب ذلك ولهذا قال: ﴿والجبال أرساها﴾ وقال الحسن: لما خلقت الأرض كانت تميد فقالوا: ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا فأصبحوا وقد خلقت الجبال فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال ؟ وقال سعيد عن قيس بن عبادة: إن الله لما خلق الأرض جعلت تمور فقالت الملائكة: ما هذه بمقرة على ظهرها أحدا فأصبحت صبحا وفيها رواسيها ( وفي رواية ابن جرير عن على قال: لما خلق الله الأرض فمضت وقالت: أي رب تجعل على بني آدم يعملون الخطايا ويجعلون على الخبث ؟ قال: فأرسى الله فيها من الجبال ما ترون وما لا ترون(9).
    كما يحثنا الخالق عز وجل على أهمية النظر والتفكر في خلق الله لمشاهدة آثار قدرة الله سبحانه في مخلوقاته، وفي هذا السياق نجد الكثير من الآيات التي تتحدث عن هذا الأمر ومنها النظر والتفكر في هذه الجبال، ففي سورة الغاشية نجد هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ رُفِعَتْ *وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ *فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ *لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَن تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ﴾ [الغاشية: 17-26], قال ابن كثير: يقول تعالى آمرا عباده بالنظر في مخلوقاته الدالة على قدرته وعظمته: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ [الغاشية: 17]؟ فإنها خلق عجيب وتركيبها غريب فإنها في غاية القوة والشدة وهي مع ذلك تنقاد للقائد الضعيف وتؤكل وينتفع بوبرها ويشرب لبنها ونبهوا إلى ذلك لأن العرب غالبدوابهم كانت الإبل وكان شريح القاضي يقول: أخرجوا بنا حتى ننظر إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت أي كيف رفعها الله عز وجل عن الأرض هذا الرفع العظيم كما قال تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ [ق: 6], ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ [الغاشية: 19] أي جعلت منصوبة فإنها ثابتة راسية لئلا تميد الأرض بأهلها وجعل فيها ما جعل من المنافع والمعادن(10).
    ولعل الشاهد جاء متأخرا وهو في قوله تعالى: ﴿وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ﴾ فقد فهم المتقدمون مثلما فقه ابن عباس رضي الله عنهما، ويمكننا أن نفهم نحن كذلك هذا الفهم الظاهري البسيط من منطوق الآية عند المشاهدة والتأمل، ولكن ماذا فهم المتأخرون ممن هيأ الله لهم أسباب البحث والتجربة، وما رافقه من معدات حديثة وأجهزة فحص دقيقة وأقمار صناعية قادرة على تصوير أعماق الأرض واكتشاف ما أعده الله وسخره لنا بني آدم، ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحج: 65], ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ﴾ [لقمان: 20], ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: 13]، فهذه الآيات تتحدث عن الجبال التي نشاهدها هنا وهناك، ولنبدأ الآن في كشف أغوار تلك الآيات الكونية المشاهدة بالاستعانة بتلك الوسائل الحديثة فهي خير وسيلة لمعرفة وجه الإعجاز في تلك الآيات آنفة الذكر.

    بيان الألفاظ التي وردت في الآيات:
    من الضروري توضيح الألفاظ الثلاثة التي أشرت إليها وهي (أوتادا، أرساها، نصبت) من الناحية اللغوية، لأنها أي اللغة العربية هي التي وردت بها هذه الألفاظ، وبها أي باللغة العربية أخبرنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما يوحى إليه من ربه تبارك وتعالى، فإذن معرفتنا لمعاني تلك الألفاظ يقرب إلينا الفهم الصحيح المراد منها ويزيل مواطن الجدال التي من خلالها قد يتبادر إلى الذهن في وقت ما أن هناك تعسفا أو تعمدا لإقحام الوحي بالعلم الحديث، ولكن إذا ما عرفنا معاني الألفاظ التي تحتمل معاني عدة في أذهان الناس زال اللبس وحصل المراد واجتمع الدليل على أن القرآن إنما نزل ليحقق هدفا واضحا وهو أن القرآن إنما جاء بلسان عربي مبين ليجمع في النهاية بين الإيمان والعلم.
    1. أوتادا: واحده وتد والوتد والعمود اسمان يدلان على معنى واحد وهو ما كان جزء منه في الأرض وباقيه في السماء، أو بتعبير آخر الوتد يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض، ومعظمه غائر فيها، ووظيفته التثبيت لغيره، قال في لسان العرب: الوتِدُ بالكسر والوَتْدُ والوَدُّ ما رُزَّ في الحائِط أَو الأَرض من الخشب والجمع أَوتادٌ قال الله تعالى ﴿والجِبالَ أَوتاداً﴾ وقوله عز وجل ﴿وفرعون ذي الأَوتاد﴾ جاء في التفسير أَنه كانت له حبالٌ وأَوتاد يُلْعب له بها ووَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً وتِدَةً وَوَتَّدَ كلاهما ثَبَتَ ووَتَدْتُه أَنا أَتِدُه وَتْداً وتِدَةً وَوَتَدْتُه أَثْبَتُّه(11).
    2. رواسي: ذكرنا أن رواسي جمع راسية وهي التي تثبّت ما اتصل بها في الأرض أو الجدار حسب مكان رسوها واستقرارها، وقد جاء هذا اللفظ في القرآن الكريم بهذا المعنى في عدة مواضع، قال في لسان العرب: رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً وأَرْسَى ثَبَتَ وأَرْساه هو ورَسَا الجَبَلُ يَرْسُو إذا ثَبَت أَصلهُ في الأَرض وجبالٌ راسِياتٌ والرَّواسِي من الجبال الثَّوابتُ الرَّواسخُ قال الأَخفش: واحدتها راسِيةٌ ورَسَتْ قَدَمُه ثبَتَتْ في الحَرْب ورَسَتِ السَّفينةُ تَرْسُو رُسُوّاً بَلَغَ أَسفلُها القَعْرَ وانتهى إلى قرارِ الماءِ فَثَبَتَت وبقيت لا تَسير وأَرْساها هو وفي التنزيل العزيز في قصة نوح عليه السلام وسفينته ﴿بسم الله مَجْرِيها ومُرْساهَا﴾ وقوله عزَّ وجل ﴿يسْأَلُونَكَ عن السَّاعة أَيَّانَ مُرْساها﴾ قال الزجاج المعنى يسْأَلُونَكَ عن الساعة متَى وقُوعُها قال والساعة هنا الوقت الذي يموتُ فيه الخَلْق والمِرْساةُ أَنْجَرُ السَّفينة التي تُرْسَى بها وهو أَنْجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالحِبال ويُرْسلُ في الماء فيُمْسِكُ السَّفينة ويُرْسِيها حتى لا تَسِير تُسَمِّيها الفُرْسُ « لَنْكَرْ » قال ابن بري يقال أَرْسَيْتُ الوَتِدَ في الأَرض إذا ضَرَبْتَه فيها، وإذا ثَبَتَت السَّحابة بمكان تُمطِر قيل أَلْقَت مَرَاسِيَها قال ابن سيده ألْقَت السَّحابَةُ مَراسِيهَا اسْتَقَرَّت ودَامَتْ وجَادَت، وقِدْرٌ راسِيَة لا تَبْرَح مَكَانَها ولا يُطاقُ تَحْوِيلُها وقوله تعالى: ﴿وقُدُورٍ رَاسِياتٍ﴾ قال الفراءُ لا تُنْزَلُ عن مَكَانِها لعِظَمِها والرَّاسِيَةُ التي تَرْسُو وهي القائمة والجبال الرَّوَاسِي والرَّاسِياتُ هي الثَّوابِتُ(12) .

    الجبال من منظور علمي:
    الجبال معروفة لكل إنسان بأنها تجمع صخري أو ترابي عالي الارتفاع من على مستوى سطح الأرض، أما إذا كان بسيط الارتفاع فهو التل، هذا المفهوم العام للجبال عند عامة الناس ولكن لنرى ماذا يقول أصحاب الاختصاص حول هذا الموضوع وهم الذي يسمون علماء الأرض أو العلماء الجيلوجيون في المصطلح الأدق عند المتخصصين، لأن العلم اليوم صار واسعا جدا فلا بد إذن من رد الأمور إلى أصحابها، والله تعالى يقول: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43] ويقول سبحانه: ﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً﴾ [الفرقان: 59].
    يعرف علماء الجغرافيا والجيولوجيا الجبل بأنه: كتلة من الأرض تبرز فوق ما يحيط بها، وهو أعلى من التل(13). يقول د. زغلول النجار: إن جميع التعريفات الحالية للجبال تنحصر في الشكل الخارجي لهذه التضاريس، دون أدنى إشارة لامتداداتها تحت السطح، والتي ثبت أخيراً أنها تزيد على الارتفاع الظاهر بعدة مرات(14)، ولم تكتشف هذه الحقيقة إلا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر عندما تقدم السيرجورج ***ي بنظرية مفادها أن القشرة الأرضية لا تمثل أساساً مناسباً للجبال التي تعلوها، وافترض أن القشرة الأرضية وما عليها من جبال لا تمثل إلا جزءاً طافياً على بحر من الصخور الكثيفة المرنة، وبالتالي فلا بد أن يكون للجبال جذور ممتدة داخل تلك المنطقة العالية الكثافة لضمان ثباتها واستقرارها. وقد أصبحت نظرية أيري حقيقة ملموسة مع تقدم المعرفة بتركيب الأرض الداخلي عن طريق القياسات الزلزالية، فقد أصبح معلوماً على وجه القطع أن للجبال جذوراً مغروسة في الأعماق، ويمكن أن تصل إلى ما يعادل 15مرة من ارتفاعاتها فوق سطح الأرض، وأن للجبال دوراً كبيراً في إيقاف الحركة الأفقية الفجائية لصفائح طبقة الأرض الصخرية. هذا وقد بدأ فهم هذا الدور في إطار تكتونية الصفائح منذ أواخر الستينيات.
    إن الجبال ما هي إلا قمم لكتل عظيمة من الصخور تطفو في طبقة أكثر كثافة(15)كما تطفو جبال الجليد في الماء ولقد وصف القرآن الجبال شكلاً ووظيفة، فقال تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ [النبأ:7] . وقال تعالى: ﴿وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [لقمان:10], وقال أيضا:ً ﴿وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ﴾[الأنبياء:31], والجبال أوتاد بالنسبة لسطح الأرض، فكما يختفي معظم الوتد في الأرض للتثبيت، كذلك يختفي معظم الجبل في الأرض لتثبيت قشرة الأرض . وكما تثبت السفن بمراسيها التي تغوص في ماء سائل، فكذلك تثبت قشرة الأرض بمراسيها الجبلية التي تمتد جذورها في طبقةٍ لزجةٍ نصف سائلة تطفو عليها القشرة الأرضية(16),(17).
    إن أول الجبال خلقاً البركانية: عندما خلق الله القارات بدأت في شكل قشرةٍ صلبةٍ رقيقة تطفو على مادة الصهير الصخري، فأخذت تميد وتضطرب، فخلق الله الجبال البركانية التي كانت تخرج من تحت تلك القشرة، فترمي بالصخور خارج سطح الأرض، ثم تعود منجذبةً إلى الأرض وتتراكم بعضها فوق بعض مكونة الجبال، وتضغط بأثقالها المتراكمة على الطبقة اللزجة فتغرس فيها جذراً من مادة الجبل، الذي يكون سبباً لثبات القشرة الأرضية واتزانها . وفي قوله تعالى:﴿وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ﴾ [لقمان:10] إشارة إلى الطريقة التي تكونت بها الجبال البركانية بإلقاء مادتها من باطن الأرض إلى الأعلى ثم عودتها لتستقر على سطح الأرض . ويجلي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الكيفية، فقد روى أنس بن مالك(18) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا .. الحديث"(19). فتأمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم المبين لكيفية خلق الجبال: "فعاد بها عليها"، أي أن خلقها كان بخروجها من الأرض وعودتها عليها(20).

    أوجه الإعجاز:
    إن وحي الله‏ تعالى إلى عباده في القرآن الكريم حق مطلق يجب على الناس تصديقه‏، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾ [النساء: 170], ومن هذه الآيات الكونية التي استشهد بها الحق‏ تبارك وتعالى‏ على صدق وحيه في آخر كتبه قوله‏ سبحانه:‏ ﴿وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ﴾ [الذريات:20] ولقد رأينا ونرى كل يوم ما تدهش له العقول السليمة وما به يزداد إيمان المؤمنين لما أودعه سبحانه في هذا الكون الفسيح من الآيات البينات، وما الجبال إلا نموذج على قدرة الله تعالى في ما أودعه في هذا الكون الفسيح من عجائب صنعته، ومن ينظر إلى الجبال على سطح الأرض لا يرى لها شكلاً يشبه الوتد أو المرساة، وإنما يراها كتلاً بارزة ترتفع فوق سطح الأرض، كما عرفها الجغرافيون والجيولوجيون. ولا يمكن لأحدٍ أن يعرف شكلها الوتدي، أو الذي يشبه المرساة إلا إذا عرف جزءها الغائر في الصهير البركاني في منطقة الوشاح، وكان من المستحيل لأحدٍ من البشر أن يتصور شيئاً من ذلك من قبل حتى ظهرت نظرية سيرجورج ***ي عام 1855م أي بعد حوالي ثلاثة عشر قرنا من نزول الوحي على حبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة الغائبة في باطن القشرة الأرضية وما تحتها على أعماق بعيدة تصل إلى عشرات الكيلومترات، قبل معرفة الناس لها؟ ومن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بوظيفة الجبال، وأنها تقوم بعمل الأوتاد والمراسي، وهي الحقيقة التي لم يعرفها الإنسان إلا بعد عام 1960م ؟ وهل شهد الرسول صلى الله عليه وسلم خلق الأرض وهي تميد ؟ وتكوين الجبال البركانية عن طريق الإلقاء من باطن الأرض وإعادتها عليها لتستقر الأرض ؟ ألا يكفي ذلك دليلاً على أن هذا العلم وحي أنزله الله على رسوله النبي الأمي في الأمة الأمية، في العصر الذي كانت تغلب عليه الخرافة والأسطورة ؟ إنها البينة العلمية الشاهدة بأن مصدر هذا القرآن هو خالق الأرض والجبال، وعالم أسرار السموات والأرض القائل: ﴿قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾[الفرقان:6]. هذا الوحي الذي تعهد‏ سبحانه‏ بحفظه فحفظ على مدى أربعة عشر قرنا أو يزيد بنفس اللغة التي أوحي بها‏، سورة سورة‏,‏ وآية آية‏,‏ وكلمة كلمة‏,‏ وحرفا حرفا‏,‏ دون أدنى زيادة أو نقصان‏,‏ وهذا وحده من أعظم الشهادات على صدق القرآن الكريم وإعجازه‏,‏ وعلى أنه كلام الله الخالق‏,‏ وعلى صدق الصادق الأمين الذي تلقاه عن ربه‏,‏ وعلى صدق نبوته ورسالته‏ صلى الله وسلم، إذن لا بد بعد هذا أن تكون نظرتنا لهذا الدستور الرباني المعجز نظرة واقعية عملية نترجمها في واقعنا يقينا وعملا ودعوة في سبيل الله تعالى القائل ﴿فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [القصص: 50] لأن كل من علم أن الحق واحد ثم خالفه واتبع غيره فهو متبع لهواه كما في الآية المتقدمة وهي بديهة من البدهيات التي يجب على كل مؤمن أن يتشبع بها ويجعلها قاعدة أساسية ثابتة لا يحيد عنها في أي لحظة من حياته إلى أن يلقى الله تعالى وهو على هذه الحال .

    اخي المسلم اقرا وتمعن الاعجاز العلمي في كتاب الله عز وجل ولا تمر مرور الكرام


  2. #2
    ادارة المنتدى
    الصورة الرمزية mody sat

    تاريخ التسجيل : May 2008
    رقم العضوية: 25284
    المشاركات : 11,547
    الدولة: الاردن/عمان
    الهواية: كتابه الشعر/الموسيقى
    المعدل اليومي: 1.98
    mody sat غير متصل

    افتراضي


    بارك الله فيك اخي وجزاك الله خيرا علي طرحك القيم


المواضيع المتشابهه

  1. مسك الختام
    بواسطة محمد الصمادي في المنتدى الخيمة الرمضانية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 18-08-2012, 11:29 PM
  2. مسك الختام
    بواسطة MOHA1 في المنتدى منتدى الكره العالمية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-12-2010, 10:55 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15-10-2010, 12:19 AM
  4. الإعجاز العلمي في قوله تعالى
    بواسطة Raed Saadeh في المنتدى مواضيع دينية عامة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-09-2010, 11:34 AM
  5. الإعجاز العلمي في الوضوء
    بواسطة waeelmas1 في المنتدى منتدى الشريعه والحياة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-01-2010, 11:31 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •