مونولوجيا

**وردةالارشاد** · 06-04-2010 10:52 PM

من قال: إننا يمكن أن ننسى ماضينا بمجرد الضغط على كبسة ديليت أو فورمات …….. فأنا شخصيا لستُ من مؤيدي المقولة وان كنت ُ في بعض الأحيان أتمنى ذلك فأعود للتلكأ على أدراج الحياة

فكثيرا من الأوقات أتمنى الغاء الذكريات السلبية لأحيا بتلك الذكريات الجميلة والتي رحلت لتستقرعلى جذارالذاكرة الانسانية

أستقليتُ بساط الريح ومضيتُ الى هناك طرقت الباب فتحت لي الذكريات بصنفيها , قبلتني ……… لاأعرف ماذا شعرت وقتها؟ فهنا عالم آخر……… ذكريات ماضية تجلس جانبي …………شخصيات صديقة عايشتني ………….. مصطلحات سابقة رحبت بي هناك
تحدثنا وحلي السمر, وأخذنا الوقت في رحلة الى تلك اللحظات حيث كنا نجلس مجموعة على مقاعد الدراسة الثانوية في مدرستي العزيزة ………..كانت تلك اللحظات في نهايتها على مشارف المستقبل

فبعد أيام يأتي امتحان الوزارة ليكون الفاصل لتلك المرحلة الطفولية البريئة المشاغبة بكل تفاصيلها, للانتقال الى مرحلة أخرى جديدة و دخول ذلك العالم الكبير من أوسع أبوابه للعب دور النضج رغما عنا حتى

لازلت أذكر تلك اللحظات تماما وان لم أعيها في وقتها …….. دخلت معلمتنا وأغلقت باب الغرفة الصفية خلفها, وقالت درسنا اليوم مسرحية لتوفيق الحكيم نحو حياة فضلى

نظرنا الى بعضنا وضحكنا فقالت: مجموعة الأنس في المقاعد الأخيرة ابقوا معي …..
لازلت الى الآن أبحث عن تفسير لأسباب ضحكنا على تلك الكلمة نحو حياة فضلى , هل لاننا نأمل إنجاز تلك الحياة بتفاصيلها ,,,,,, أم لاننا لم نحيا وقتها تلك الحياة التي نريد ؟, أم لاننا كنا ننتظر بوابة المستقبل

صدقا لا أستطيع أن أجد تبريرا

المهم بدأت معلمتنا تخط على السبورة ,عناصرالقصة: الزمان والمكان والشخوص والحدث والعقدة ,
تتلألأ تلك الذكريات في خيالي كأنها صحيفة ذهبية أمامي اللحظة …………… خطت كلمة أخرى على السبورة بجانب تلك الكلمات ألا وهي المونولوجيا

صمتنا جميعا ونظرنا باستغراب فمستوى نضجنا الفكري لم يرقى الى مستوى تلك الكلمات بعد , فأنا امرأة تكره الكلمات المثقلة بالحروف ….. قرأت في وجوهنا ذلك الاستغراب وقالت : المونولوجيا تعني الحوار الداخلي

من هنا بدأت البلبة همستُ في أذن صديقة طفولتي هناء رحمهاالله وأسكنها جنانه كما تسكنني روحها الى الآن, إعترفي لي ماهي المونولوجيا التي تعتمل بداخلك الآن ؟؟؟
ضحكت وقالت : مثل المونولوجيا التي تعتمل بداخلك ………. ضحكتُ أنا فسمعتني صديقاتي في المقاعد الخلفية فانقلبت كل الشعبة الدراسية الى ثغور مبتسمة ……

فحضرت معلمتنا وأنبتنا من جديد وأذكر أنها كتبت علينا تنبيه وقتها ,وطلبت منا توقيعه من أولياء أمورنا واحضارهم الى المدرسة في اليوم التالي ………
عدنا الى بيتنا نجر خلفنا أذيال الخوف والرهبة من أولياء أمورنا……. كيف سيقرؤون تلك الورقة ؟؟؟؟ وكيف سيحضرون الى المدرسة وكيف؟؟؟؟ وكيف؟؟؟؟؟؟

هنا اشتعلت نار المونولوجيا الداخلية كشعلة المدفأة من جديد فكانت فرصة لاخراجها من حيز اللاشعور الى حيز الشعور وفهمها على الواقع أكثر فأفكار كثيرة اسقطت في دواخلنا بين خوف ورعب واختراع أعذار

الحمدلله انتهى الموقف بسلام …… جلست مع والديّ ورويت لهم مادار بالتفصيل أنبوني قليلا ومضت الأمور على خير………
ماذكرني بالمونولوجيا اليوم ……..هي خاطرة قرأتها وأنا أسير مسرعة في طريقي الى عقد جلسة إرشادية , أكاد لا أذكر إسم الصحيفة أو المجلة التي قرأتُ فيها تلك الخاطرة ؟ المهم كانت بعنوان (الدراما بحاجة الى من يأخذ بيدها )…………
وضعتُ تلك الأقصوصة ومضيتُ في طريقي أخذت رحلتي ساعة وربع من الوقت وربما أكثر وأنا لازلتُ أفكر بها
بدأتُ الجلسة وانتهينا منها استغرقت معنا ساعتين الا قليلا ………كانت بعنوان التعبير عن المشاعر

من برنامج حل المشكلات جمعتُ نفسي ومضيت ُمن جديد ولازالت المونولوجيا تشتعل بداخلي
من سيأخذ بيد الدراما

هل هناكَ من هو أولى منها للأخذ بيده ……….. الى أين سيأخذوها؟
يالله أي زمن ذلك التي نتجاوز فيه الأساسيات لنرضي الكماليات ؟لاأعرف . هل تراها موازين الكون قلبت أم ماذا؟

تراودت الى خيالي عدة أفكار كتراود الفتيات على ينبوع الغدير سابقا ……..سكبتها دلتي في فنجان الواقع , لتقدمها اليّ على صحيفة ورقية من أجل مناقشتها ……..

في أحيانا كثيرة عندما تعبرعن المونولوجيا بداخلك تجذبك معوقات كثيرة تتصدر تلك المونولوجيا ………
أولها حينما تخط مونولوجيتك الداخلية على ورقة ما تتلقفك الكثير من الحواجز والحدود بحجة أن أفكارك تتعارض مع العادات والتقاليد , مع ايماني ويقيني انها لاتتعارض مع شيء الا مع مصالح أحدهم الشخصية أو أفكاره القيمة…………

مونولوجيا ومونولوجيا تعتمل بداخلنا ولكن من سيقرأها من سيأخذ بيدها وقبلا منها من يأخذ بيد الفقراء والمساكين, واليتامى و الأرامل والمطلقات والشباب…………
لاأعرف المهم أن لايعارضوها لتكمل مسيرتها وسط تلك الغيوم المثقلة بالمطر الحمضي ,وأنا اليوم لاأريد أن أكتب أكثر, كل ماأريده أن تصل رسالتي لاغير