(((( شيىء ثالث ))))
لو كان أحد الفلاســفة المشهورين الذين رحلوا
عن كوكبنا هذا حيآ و مقيم في أي عاصمة عربية
لراهن على أن يدفع كل ما لديه من أموال ويتخلى عن الثياب الذي يلبسها إذا سمع عبر شاشات الفضائيات شيئآ ثالثآ غير الموت والنسف والتفجير والتشريد الوطن العربي فهما مبتدأ الدراما القومية وخبرها في نفس الوقت . وما يحدث على مدار اليوم كله بكامل تفاصيله من دون أن نلقى صدى ليليق به .وبكل ما يسفح من الدم . الحبر أصبح أغلى من الدم ، والأحزان بأطنان الورق وثالث أكسيد الصمت واللامبالاة هما عدوان يتحالفان مع العدو لكي يكتمل القوس الأسود للدائرة السوداء .
الأفعال أصبحت ظلال وصدى للكلام يتلاشيان معآ عند مغادرة المذيعة أو المذيع للشاشة ، وهذا إنجاز يستحق المكافأة لأنه برائة إختراع وهو نزع مفاعيل الكلام وإستعاضتها بعبارات مدهونة بالصابون وأحيانآ زئبقية ، ولا ندري هذا الثرثار أو ذاك مع الجلاد أو مع الضحية. وذلك للهروب والفرار من المسائلة كما تفعل الحرباء . تبدوا نشرات الأخبار في عالمنا العربي وفي أزقتها وفي عواصمها من بغداد إلى غزة وبين هذه العواصم فواصــل وتفاصيل لإلتقاط النفس . والفاصلة أشبه بالممحاة التي تحول ما كتب بالطباشير أسفل الشاشة إلى غبار سرعان ما تلاشى في هذا الفضاء الشاسع . صور الأشعة أكوام للمريض العربي ، لا قيمة لها على الإطلاق لأنها تفسر الماء بالماء
وجعل المبني للمجهول مبني للمعلوم فهي من المحضورات لأنها توجع الراس وتفتح النوافذ على العواصف في زمن أصبح السيد هو الأمثال والمواعظ .
الباب الذي يأتي منه الريح سده وإستريح
لكن الريح الآن عاتية ولا يهمها القوارب سواء كانت كبيرة أو صغيرة وأيضآ لا يهمها الأبواب حتى لو كانت مرسومة على الجدران
التي لم تخدع الطيور ولا الفأر ولا الفراشة .
والعافية تعافيكم
نجيب ايوب
المفضلات