بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ابن القيم
ذنوب الخلوات أصل الإنتكاسات
وعبادات الخفاء من أسباب الثبات
جميل أن ترى ذلك الشاب وقد بدت عليه أمارات الخير والصلاح ، والعز والفلاح ، أطلق لحيته ، ورفع ثوبه فوق كعبه ، وتمسك بسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم فيما يرى الناس ، فعُرف بينهم بجميل أدبه ، وحُسن سمتِه ...اختار من الجلساء أحسنَهم ، وغشى مجالس أفضلِهم ...إلخ ،
ولكن ...........
الأجمل من هذا كله أن يكون باطنه أجمل من ظاهره ، وخلواته أصدق مع الله تعالى من علانيته ....
أخي / اختي :
إياك إياك أن يكون الله تعالى أهون الناظرين إليك ،تخالف أوامره ، وتستجيب للشيطان وداعيه
يقول سحنون رحمه الله: " إياك أن تكون عدوا لإبليس في العلانية صديقا له في السر"...
إن هذه الذنوب التي تكون في الخلوات من أعظم المهلكات ، ومحرقةٌ للحسنات ،جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :" لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلهاالله عز وجل هباءً منثوراً،" قال ثوبان : يا رسول الله صِفهم لنا ،جَلِّهم لنا أنلا نكون منهم ونحن لا نعلم ، قال :" أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها !! "الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: المنذري - المصدر: الصفحة أو الرقم: 3/242
خلاصة حكم المحدث: رواته ثقات
أترضى لنفسك يارعاك الله أن تكون واحداً من هؤلاء المحرومين الذين كان حظهم من أعمالهم التعب والمشقة ، والآخرون في فضائل الله يتقلبون ،ومن عظيم ما أعده ينهلون(إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير ،وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور )
اللهم أرزقنا خشيتك في السر والعلانية وحل بيننا وبين معصيتك وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح اجعل بواطننا خير من ظواهرنا وأصلح ظواهرنا ..
اللهم آمين
المفضلات