فوائد الرضاعة الطبيعية - المقال الخامس

[الصيدلاني راتب]

3- خصائص الحليب الواقية من الحساسية ( 13,12,9,8,6 )
(Anti-Allergic Properties of human milk)
الجوانب الوقائيه لحليب الأم من الحساسيه لدى أطفال الرضاعة الطبيعية لوحظت في العديد من الدراسات السريريه، ففي الدول الغربيه وجد بأن نسبة الإصابة بالحساسية لدى الأطفال الذين يعتمدون في تغذيتهم على الحليب البقري كانت بمعدل 1%، ففي دول أمريكا مثلاً، يصاب 300.000 طفل سنوياً بالحساسيه المتمثلة بالأكزيما (eczema)، تضييق المجاري التنفسيه (Asthma) و إلتهاب الأنف التحسسي (Allergic rhinitis)، هذه النسبه قد تزيد بشكل واضح لدى العائلات التي لديها إستعداد وراثي للتحسس .

لقد وضعت عدة تفاسير تبين أهمية حليب الأم في التقليل من إصابات الحساسيه مقارنه بالتغذيه الصناعيه، نورد أهمها كالتالي :-

أ- إن حليب الثديات هو حليب تخصصي النوع (species - specific milk) بمعنى ان حليب الإنسان هو الماده الغذائيه المثاليه لنمو طفل الإنسان و الحليب البقري ملائم لنمو رضيع البقر، و هكذا ....

فحليب الثديات يخلو من الأغذيه التحسسيه لطفل نفس النوع من الثديات، فإذا كان حديثنا عن طفل الإنسان، فإن الشهور الستة الأولى من عمر الطفل تكون وظائف جهازه الهضمي غير مكتملة النمو، و نافذه لكثير من البروتينات ذات الوزن الجزيئي العالي، فإذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية فإن بروتينات المناعه (IgA) الموجوده في حليب الأم سوف ترتبط بهذه الجزيئات، و تلغي مفعولها التحسسي الذي قد يصيب الطفل، أما إذا كان الطفل يعتمد على الحليب البقري فإن هذه الجزيئات البروتينيه تنفذ إلى دم الطفل عن طريق أمعائه لعدم تعرضها إلى بروتينات المناعه (IgA) (لان الطفل أصلاً غير قادر على إنتاجها من تلقاء نفسه خلال الشهور الستة الأولى) مسببة له الحساسيه (9) .

و لقد دلت الدراسات على أن حليب الأم يساعد - مع الوقت -على تقليل نفاذيه أمعاء الطفل لهذه البروتينات التحسسيه و يمكن أن يكون هذا تفسيراً لقلة الإصابة بالحساسيه لدى الأطفال الذين يعتمدون على الحليب البقري بعد إعتمادهم على الرضاعة الطبيعية في الأشهر الأولى من الولاده.

إضافة إلى أن الأم التي لها تجربة بالمواد التحسسية تتجنب أخذها وبالتالي لا تصل إلى طفلها عبر الحليب .

المكونات البروتينيه في حليب البقر و التي تلعب دوراً مهماً في إحداث الحساسيه عند الأطفال هي لاكتوجلوبيولين (على شكل بيتا) (beta- lactoglobulin) و هو غير موجود في حليب الأم .

و بروتين الجبن (الكازيين) (Casein) حيث يحتوي حليب البقر على 80% بينما في حليب الإنسان يكون تواجده بنسبة 40% مع الإختلاف النوعي لتواجد هذا البروتين في كلٍ من حليب الإنسان و البقر، فقد وجد بأن كازيين حليب البقر يكوّن خثره (Crude) في معدة الطفل تجعل منه بروتيناً صعب الهضم، بعكس الخثره التي يكونها كازيين حليب الأم و التي تكون سهلة الهضم .

بروتينات أخرى لها دور في إحداث الحساسيه مثل الفا-لاكتوالبيومين -lactalbumin)(وبروتين البيومين المصل البقري (bovin serum albumin) .

ب- إن طرق تحضير الحليب الصناعي تستدعي إضافة المواد الكيماوية التي تضفي على الحليب لونه و رائحته و مواد كيماويه أخرى حافظه للحليب مما تزيد من نسبة الإصابه بالحساسيه .
المصدر : الحنيطي، راتب : كتاب الادوية والرضاعة الطبيعية - 1977م.

[abu firas]

يعطيك مليون عافية على المجهود الرائع لتوصل المعلومة المفيدة والرائعة
واليك منى افضل تقيم خمس نجوم

[الصيدلاني راتب]

الله يكرمك بالدنيا والاخرة وينزلك منازل الصالحين