الكرامة هي الغاية العظمى التي تسير في مدارها سائر القيم الأخلاقية لدى المجتمعات الإنسانية ، و تُحدّد من حرم قدسيتها الأهداف و المفاهيم و الأولويات التي تنظم السلوك المجتمعيّ في مشروع بناءٍ منهجيّ يكون نواته الفرد .
و لا يمكن لذلك أن يتحقق في المجتمع إلا بتهيئة حاجاتٍ ثلاث :
1 - الأمن
2 - العمل
3 - العدل
و تلك الحاجات الثلاثة هي التربة الخصبة لوطنٍ ينعم مواطنيه بفرص متساوية في التحقق و الإنجاز ،و هي الميثاق الذي يصادق عليه المجتمع عبر مؤسساته الحكومية و الأهلية ، ميثاقٌ ممهور بخاتمٍ يلازم المواطن من أول شهيقٍ له حتى آخر زفير له ، في أن الفرد غاية بحد ذاته لا وسيلة لغيره .
و من الكرامة يولد وعي الممارسات ، و تولد الحرية و الهيبة و احترام الذات ، و تحفظ الكرامة الإنسانية سائر القيم الموروثة من المعتقدات التي وضعتها سائر الأديان و خلاصات تجارب الأمم .
البناء على أسس كرامة الوطن و المواطن ، هو السد المنيع ، و هو القوة الرادعة لأي جهةٍ تسوّل لها نفسها أن تعبث بالأمن و المقدّرات ، و بهذه المكتنزات من القيم و المبادئ لا يمكن لشرذمةٍ أن تخرج على الجمع تنادي بحرّية مزعومه ، يختبئ وراء عبارتها الرنّــــــانةِ خراب أمن الناس و أمانهم ، حينها لن تجد الشرذمة أتباعاً لها إلا قطيع من الذئاب تعوي ما نادت به .
و بهذه المكتنزات من القيم الأصيلة و المبادئ التي ترعى أخلاق و مقدّرات المجتمع و فضائله ،حينها من المستحيل أن ترى الوطن الذي رعى أبناءه منذ غابر العصور ....
أن تراهُ بين ليلةٍ و ضحاها أشلاء دمـــــــار .
مما راق لي
المفضلات