وقال غراهام كلولي، خبير الأمن الإلكتروني بشركة «سوفوس» البريطانية في تصريحات «هنك تاريخ طويل من الإشاعات المماثلة التي ترتبط بإطلاق فيروسات مدمرة في تواريخ معينة.
وليس مدهشا الآن أن يدور الهمس بين الناس عن فيروس جديد في اليوم العاشر من الشهر العاشر في هذه السنة العاشرة».
ومضى قائلا: «لكننا يجب أن نتذكر أيضا أن أكثر من 60 ألفا من البرمجيات الخبيثة تُكتشف كل يوم.
ولذا يتعين على الناس أن يتنبهوا الى أنهم عرضة لهجوم قاتل على أجهزتهم في كل يوم من أيام السنة وليس في تواريخ معينة وحسب».
ويذكر أن عقد التسعينات الماضي كثيرا ما شهد تحذيرات الخبراء لأصحاب أجهزة الكمبيوتر الشخصي كي يلزموا جانب الحذر في الأيام السابقة لأي يوم جمعة يقع في الثالث عشر من الشهر - وهو يوم يتطيّر به بعض الغربيين.
وكان ذلك التحسب يتعلق بالتهديد الذي يشكله الفيروس السائد وقتها والمعروف باسم Jerusalem virus «فيروس القدس».
ووقتها طلب الخبراء لأصحاب الكمبيوتر بتغيير التوقيت في ساعات أجهزتهم بحيث يقفز الوقت مباشرة من الخميس 12 الى السبت 14 وذلك حتى لا تنفذ تلك الأجهزة أوامر يصدرها اليهم فيروس القدس بالتوقف عن العمل في وقت معين يوم الجمعة متى ما وقع في الثالث عشر من الشهر. لكن «صمّام الأمان» هذا كان يقابل بمخاوف أخرى وهي أن تغيير الساعة قد يعرض الكمبيوتر المراد حمايته لفيروس آخر يسمى Durban virus «ديربان» يصدر أوامره المدمرة في حال قفز الوقت من الخميس الى السبت مباشرة.
ولكن ربما كانت المخاوف الأكبر على الإطلاق في هذا المجال هي تلك التي ارتبطت بفيروس مطلع الألفية الثالثة الذي قيل إنه سيتسبب في إفناء البشرية.
وقد أطلق الخبراء تحذيرات جادة وخطيرة من أن الساعات الرقمية وسائر الأجهزة الأخرى التي تستخدم نظام الساعات الرقمية ستتوقف عن العمل في منتصف ليلة 31 ديسمبر
وهو الساعة صفر التي تفصل الألفية الثانية عن الثالثة في التقويم الغربي.
لكن كل تلك المخاوف، التي لم تخل من بعض المنطق وقتها، انتهت الى لا شيء بالطبع.
وهذا الولع بتواريخ معينة يمس شتى مظاهر الحياة الأخرى. فتراص الرقم 10 يوم الأحد يعتبر فألا حسنا في مختلف الثقافات، مثل الصينية، إذ أن معظم العرسان الجدد سيعقدون قرانهم فيه.
وخذ مثلا أن «مستشفى المدينة» في دبي سمح بإجراء عمليات قيصرية لعشر نساء أبدين رغباتهن في الولادة في ذلك اليوم.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور طارق فتحي العامل في هذا المستشفى، قوله: «كثيرا ما يتخيّر الناس أرقاما خاصة لهواتفهم أو سياراتهم.
فلماذا لا يتخيرون يوما معينا لولادة ابنائهم»؟
منقول
المفضلات