لا يجوز التخلُّف عن صلاة الجمعة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة:9]، لا ينبغي لإنسان أن يظلَّ مشغولاً عن صلاة الجمعة، لا ينبغي أن يكون ديدن المسلم كلَّ أسبوع أن يسافر ويتنزَّه ويرتحل ليضيع صلاة الجمعة على نفسه، وتمرُّ الأيام والأيام وهو لا يصلِّي الجمعة، لا يجوز أن يتخلَّف عن الجمعة بلا عذر ثلاث مرات، ففي الحديث: "مَن ترك ثلاث جمع تهاونا من غير عذر طبع الله على قلبه "[7]. طبع الله على قلبه، ختم على قلبه فلا تصل لهذا القلب أشعة، ولا أنوار التوحيد.
يصبح قلبًا مظلمًا مغلقًا مطبوعا عليه، {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية:23].
صلاة الجمعة فريضة أسبوعية، ينبغي أن يحرص عليها المسلمون، وأن يتجمَّع عليها المسلمون، ولا يجوز لأحدِ أن يتخلَّف عنها، الإسلام ليس كاليهوديَّة، جعلت العمل في يوم السبت حرامًا، لا يجوز القيام بعمل دنيوي في يوم السبت، حتى إنه ابتُليت طائفة منهم بالصيد يوم السبت، تأتي الأسماك والحيتان شارعة مرتفعة أمامهم، فلم يُطيقوا صبرًا، فماذا فعلوا؟ احتالوا فوضعوا الشباك مساء يوم الجمعة، ليصيدوها بعد ذلك في يوم الأحد، وذكر ذلك القرآن فيما ذكره عن هؤلاء المحتالين على ما حرم الله، وجعلهم قردة، قال لهم: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة:65].