محترفي السات الأردني - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    الصورة الرمزية محمد الصمادي
    تاريخ التسجيل : Dec 2008
    رقم العضوية: 31936
    المشاركات : 6,678

    افتراضي الصــياد و بـــنــاتــه



    الصــياد و بـــنــاتــه


    كان لرجلٍ صيّادٍ ثلاثُ بناتٍ، وكان في كلِّ يومٍ يصطحبُ إحداهنَّ معه
    إلى شاطئ النهرِ، ثم يعودُ في المساءِ، وقد امتلأت سلَّتُه بالسمكِ الكثيرِ!
    وبينما كان الصيادُ يتناولُ الطعامَ مع بناته في أحدِ الأيامِ، قال لهنَّ:
    ...
    إنَّ السمكةَ لا تقعُ في شبكةِ الصيادِ إلا إذا غَفَلت عن ذكرِ اللهِ!
    قالت إحداهنَّ: وهل يذكرُ اللهَ، ويُسبَّحهُ أحدٌ غيرُ الإنسانِ –يا أبي-؟

    قال الصيادُ: إنّ كُلَّ ما خلقَهُ اللهَ تعالى من مخلوقاتٍ يسبّحُ بحمده، ويعترفُ
    بأنه هو الذي خلقَهُ، وأوجده، فالعصافيرُ وغيرُها من الطيور، وحتى الحيتانُ الكبيرةُ
    والسمكُ الصغيرُ يفعلُ ذلك؟!
    تعجبتِ الفتاةُ من كلامِ أبيها، وقالت: لكننا لا نسمعُها تسبّحُ اللهَ، ولا نفهمُ ما تقولُهُ؟!
    ابتسمَ الأبُ وقال:وما من شىء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّ كلَّ مخلوقٍ له لغةٌ يتفاهمُ بها مع أفرادِ جنسِه، والله تعالى على كلِّ شيءٍ قديرٌ..
    * * *
    ولما حان دورُ ليلى، وخرجتْ مع أبيها، قررتْ أن تفعلَ أمراً، ولكنها لم تخبر أحداً به. ووصلَ الأبُ إلى شاطئ النهرِ، ورمى بصنّارته، وهو يدعو الله تعالى أن يرزقه ويغنيه.. وبعد قليلٍ تحرَّك خيطُ الصنارةِ فسحبهُ
    ليخرجَ سمكةً كبيرةً لم يرَ مثلها من قبل، ففرحَ بها، وناولَها لابنته ليلى
    لتضعها في السلةِ، ثم رمى مرةً بعدَ مرةٍ وفي كلِّ مرةٍ كان يصطادُ سمكةً!!

    ولكنَّ ليلى الصغيرةَ كانت تُعيدُ السمكة إلى النهر مرةً أخرى!!
    وحينَ أقبلَ المساءُ، وأراد أبوها أن يعودَ إلى المنزلِ نظر في السلةِ
    فلم يجد شيئاً! فتعجّب أشدَّ العجبِ، وقال:

    - أين السمكاتُ –يا ليلى- وماذا فعلتِ بها؟
    قالت ليلى: لقد أعدتها إلى النهر يا أبي.
    قال الأب: وكيف تعيدينها، وقد تعبنا من أجلها!؟
    قالت ليلى: سمعتك –يا أبي- تقولُ يومَ أمس:
    "إنَّ السمكةَ لا تقعُ في شبكةِ الصيادِ إلا حين تغفلُ عن ذكرِ اللهِ".
    فلم أُحبَّ أن يدخلَ إلى بيتنا شيءٌ لا يذكرُ اللهَ تعالى..

    نظرَ الصيادُ إلى ابنته –وقد ملأتِ الدموع عينيه- وقال:
    - صدقتِ يا بُنيتي.
    وعادَ إلى المنزل، وليس معه شيءٌ!!؟
    وفي ذلك اليومِ كان أميرُ البلدةِ يتفقّدُ أحوالَ الناس، ولما وصلَ إلى بيتِ الصيادِ أحسَّ بالعطشِ، فطرقَ البابَ، وطلبَ شربةً من ماء..

    فحملت رضوى أختُ ليلى الماءَ، وأعطته للأمير وهي لا تعرفه، فشربَ، وحمدَ الله، ثم أخرجَ كيساً فيه مئة درهم من فضةٍ، وقال:

    - خذي –يا صغيرتي- هذه الدراهمَ هديةً مني لكم..
    ثم مضى.. فأغلقتْ رضوى البابَ، وهي تكادُ تطيرُ من الفرحِ، ففرحَ

    أهلُ البيت، وقالتِ الأم:
    - لقد أبدلنا اللهُ خيراً من السمكاتِ!

    ولكنَّ ليلى كانت تبكي، ولم تشاركهم فرحتهم فتعجّبوا جميعاً من بكائها، وقال أبوها:

    - ما الذي يبكيك –يا ليلى- إنّ الله تعالى عوّضنا خيراً من السمك؟
    قالت ليلى: -يا أبي- هذا إنسانٌ مخلوقٌ نظرَ إلينا –

    وهو راضٍ عنا- فاستغنينا وفرحنا بما أعطانا، فكيف لو نظر
    إلينا الخالقُ سبحانه –وهو راضٍ عنا-؟

    قال الأبُ: وقد فرح بكلامها أكثر من فرحه بالدراهم:
    -الحمد لله الذي جعل في بيتا من يذكرنا بفضل
    الله تعالى علينا



    قصة راقت لي فنقلتها لكم


  2. #2
    #!Jo1sat Crew
    الصورة الرمزية محمد المخارزه

    تاريخ التسجيل : Nov 2011
    رقم العضوية: 118728
    المشاركات : 2,565
    الدولة: Hebron - Palestine
    الهواية: watching A.C Milan
    المعدل اليومي: 0.52
    محمد المخارزه غير متصل

    افتراضي رد: الصــياد و بـــنــاتــه


    روعــــه ..

    سبــحان الله وبحمده سبــحان الله العظيم


  3. #3
    ادارة المنتدى
    الصورة الرمزية h.abu ali

    تاريخ التسجيل : May 2011
    رقم العضوية: 111499
    المشاركات : 4,656
    المعدل اليومي: 0.91
    h.abu ali غير متصل

    افتراضي رد: الصــياد و بـــنــاتــه


    جزاك الله كل خير أخي أبو أشرف


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •