أنا شاعرٌ من سنيِّ الصَغِرْ
وعلَّمني الجوعُ أنْ أمدحَ المترفينْ
وروّضني الخوفُ أن أشكرَ الحاكمينْ
لقد كنتُ غضًّا وتعظُمُ عندي الصغائرْ
وكنتُ أراهم كبارَ العساكرْ
وحين انجلى زُخرفُ اللهِ عندي
ندِمْتُ عليَّ
وآلمَني أنّني كنتُ شاعرْ

نأى فاقتربتُ
دنا فابتعدتُ
تمدّدتُ فوقَ مساميرِ روحي
تعلَقتُ في قَشّةٍ من عُلاهْ
وطالبتُهُ أنْ أراهْ
وكان يراني
وقد أوقدَ النورَ في ناظري
ناظراهْ
فأغمضْتُ عيني
وأغلقتُ قلبي
فصارَ على القلبِ وقعُ هُداهْ

ولي جسدٌ ربما لا يُجيدُ
الوقوفَ لخالقِهِ في صلاةْ
وفمٌ ربما قايضَ الصومَ في رَمَضَانَ
بما قد يكونُ اشتهاهْ
جسدٌ أو فمٌ هكذا
ولكنَّ قلبي الذي قد يراني
ولستُ أراهْ
هو الراكعُ المُنحني دائمًا للإلهْ

تأبّطتُ رأسَ المخافةِ مِنهُ
ركضتُ، وثوبي بسِنّي، أُفتّشُ عنهُ
وحينَ اجتهدتُ إلى أن جهدتُ
غفوتُ، فأهدى ليَ النومُ سرَّ الحكايةْ
وأدركتُ ربّي
ضياءً بلا موقدٍ
وضيفًا بلا موعدٍ
ينوّرُ قلبي