يأكلون بعرق أقلامهم
أرض الله واسعة
هي أرض البشر وأرض الحيــــاة
الآف المهن على هذا الكوكب إخترعها الإنسان
كي يواصل عيشه وحياته على هذا الكوكبالذي يقوم ثلثاه على الماءوالباقي يابســه لكي يتمـّـكن من دفن موتاه تحت التراب .
ولكي يزرع الأشجار ويبني البيوت والقلاع ويعبـّد الطرق ويبني الجسوروناطحات السحاب .هذه فكرة تعمير الأرض .
ومن هذه الفكرة نشأت القرى الصغيرة والتي تحولت إلى مدن .
والمدن تحولت إلى مدائن وإمبراطوريات وحضارات .
بعضها نشأ بالقوة وبعضها نشأ بالسلام ، وفي الختام أصبحت للأرض خريطة طرقوخريطة حدود صنعها الإنسان بيده القوية وبيده الضعيفة أيضآ .وقام في لحظات هدوئه الإنساني ببناء المسارح وإكتشف الموسيقى والرسم والنحت والزخرفة حتى وصل إلى الكتابة فكتب الشعر والنثرتحت الشمس وتحت ضوء القمر وفي وضح النهارلأنه لا أحد يكتب بالعتمة إلا العميان الذين أكلوا هؤلاء خبزهم بعرق جبينهم
فهم كتبوا كثيرآ وألفـّوا كتبآ كثيرة بعرق أقلامهم وتماهت دمائهم ودموعهم وعرقهم مع الحبر الذي كان يجري على الورقة تحت النور وفي وضح النها ر.فقلم الكاتب وسيلة دفاع عن النفس وهو أيضآ أداة تعمير لهذه الأرض .
والعرق الذي يجري من القلم لا يختلف كثيرآ عن العرق الذي يسيل من جبين المزارع أو الحطـّاب أو البنـّاء .
فهم حرفتهم الكتابة ومن دونها يموتون .
دمتم بعافية
نجيب ايوب