اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو رافت مشاهدة المشاركة
أخي أبو حاتم المصاب بفقد حبيب أو فراق عزيز - آجرك الله في مصيبتك وأخلف لك خيراً منها - إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، ودع الجزع فإنهلا يفيد شيئاً، بل يضاعف مصيبتك، ويفوت عليك الأجر ويعرّضك للإثم.
أخي - رزقك الله الصبر والاحتساب - إليك في هذه الأسطر بعض الأمور التي تخففعليك مصيبتك، وتهوّن وقع البليّة في قلبك.
أولاً:الإيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصابك من الفجيعة بفقد حبيبك إنماهو بقدر الله، لم يأت من عدو ولا حاسد، وإنما هو من أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين،قال تعالى: قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَمَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَوقال تعالى: مَاأَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِقَلْبَهُوقال عليه الصلاة والسلام: {كتب اللهمقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة
ثانياً:العلم بأن الموت سببيل كل حي، وأن الجميع مصيرهم إليه. قالتعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِكُلُّ مَنْعَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِفكل مخلوق سوف يموت. قال الشاعر:
وما الناس إلا هالك وابن هالك *** وذو نسب في الهالكين عريق
ثالثاً:تذكر أن هذه الحياة معبر وطريق إلى الآخرة، وأن الجميع مسافرونإليها. وسيستقرون هناك، وحينئذ يجتمع المسلم بحبيبه وقريبه في الجنة في نعيم دائم،وحياة أبدية فسل نفسك وعللها بقرب اللقاء، فالموعد هناك إن شاء الله تعالى، قالبعضهم - وقد مات ابن له:
وهون ما ألقى من الوجد أنني *** أجاوره في داره اليوم أو غدا
رابعاً:أن تعلم أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان؛ ولذا فهي مليئة بالمصائب،والأكدار، والأحزان، كما قال تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَالْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِوَبَشِّرِ الصَّابِرِينَوقال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَاالْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ .
بارك الله بك اخي ابو رافت وجعله في ميزان حسناتك