كان اليوم الاول لانطلاقة قناة بي بي سي عربي مثيراً للشفقة وصادما. كانت قناة باهتة بحق ومحتواها ضعيفاً على نحو واضح. تكرار غير مبرر، القليل من الابداع والكثير من الصحفييين قليلي الخبرة. ولكن كان هناك امل في أن تتجاوز هذه القناة التي تنتمي إلى مؤسسة عريقة هذا الضعف مع مرور الوقت ويصبح قليلوا الخبرة أكثر قدرة على العطاء. الان وبعد أكثر من ثلات سنوات على إنطلاقتها تجاوزت بي بي سي عربي الوقت لكنها لم تنجح بتجاوز ضعفها فما زالت باهتة وما زالت معظم برامجها عبارة عن إجترار فاضح لما نراه في قنوات عربية أخرى، وما زال أبرز ما يميز نشراتها الاخبارية الضعف والاخطاء الكثيرة والرتابة.
بي بي سي عربي ليست الحرة الامريكية ولا روسيا اليوم او القناة التركية او الصينية او غيرها من القنوات العربية الممولة من غير العرب، بي بي سي كانت منذ الستينات عبر القسم العربي لهيئة الاذاعة البريطانية وعلى مدى عقود الوسيلة الاعلامية الوحيدة التي نجحت بجذب عقول وقلوب ملايين العرب، واليوم ينظر العرب إليها بحنين ولكن مع القليل القليل من الاعجاب.
لم تنجح بي بي سي عربي بتجاوز ضعفها المهني ولم تنجح كذلك بتجاوز مشاكلها مع موظفيها فتلك المشاكل صارت أكبر وأعمق مما جعل معظم الاعلاميين في القسم العربي يضربون مؤخرا عن العمل ستة أيام متواصلة وهو ليس الاضراب الاول، لكن إضراب هذه المرة كان اثره أوضح على التلفزيون والراديو معاً فزاد الضعف ضعفاً وصار المشفقون عليها أكثر.
غالبية الاعلاميين الذين يعملون في هذا المكان الذي كان صرحا ذات يوم يطالبون منذ فترة طويلة بتحسين ظروف عملهم التي يصفونها بالقاسية والمحبطة وليس معروفا تماما لماذا لا تستجيب الادارة لمطالب غالبية موظفيها ، إذا كان مجرد تجاهل وتحد فهذا يبرر بوضوح لماذا بي بي سي عربي لم تنجح كل هذا الوقت في تجاوز ضعفها المهني.
الشيء الوحيد الذي تميزت به بي بي سي عربي طيلة أكثر من ثلاثة أعوام هو أسمها وعدا عن ذلك لم نرها تقدم للمشاهدين العرب شيئا مختلفاً حتى عن القنوات العربية المحلية، ولم تتميز حتى بتغطية الاحداث البريطانية، وكانت تحتل مراتب متاخرة في معظم الاحيان في أكثر إستطلاعات أراء المشاهدين العرب.
ترى هل ستحتل بي بي سي عربي ايضا مراتب متاخرة في أي استطلاع لاراء الموظفين حول ظروف العمل!