ما وراء الحدث... قشة تنوء منها الجبال !
وضع الوحدات نظيره الحسين على شفا حفرة الهبوط بعد ان هزمه بخماسية كان الرد عليها بهدفين لم يخففا وقع الخسارة.
هذه النتيجة كان اسعد الفرق بها كفرسوم الذي امضى «فترة نقاهة» على امل ان يأتي لقاؤه مع العربي مسك الختام ولكن في حسابات مشروطة، ذلك ان الحسين بانتظار منشية بني حسن، وعندها «لكل حادث حديث» فالفوز مطلب كفرسوم والحسين، حيث الاول يكفيه التعادل ليبقى موسماً آخر، في حال تعادل الحسين مع منافسه، وان فاز الأخير، فان تعادل كفرسوم سيأتي بلقاء فاصل، وان خسر يكون الحسين نجا.
لقد اصبح وضْع كفرسوم والحسين اشبه بالقشة التي قصمت ظهر البعير، ولا شك انها قشة تنوء منها الجبال، لأن الخاسر سيضيع جهد عام امضاه، ولا ندري اذا ما قد يتوقف عليه مصير الفريق لسنوات الى ان يعود الى مصاف المحترفين.
ربما اخذ هذا «السيناريو» اهتمام الوسط الرياضي اكثر من الاهمية بالبطل الذي حسم امره مبكراً، واكثر اهتماماً من «الوصافة» التي حسمها الفيصلي في لقائه شباب الاردن، وهي وصافة يمكن القول عنها انها «شكلية» وفقدت قيمتها على الساحة المحلية نظراً للفارق الكبير عن البطل، وان كان لها حساباتها على الساحة الخارجية من حيث احقية المشاركة.
وعندما نعود الى نتائج الاسبوع الماضي ،فان اول ما لفت انظار المتابعين للدوري تعادل البقعة والعربي بهدف كان بالنسبة للعربي ضمانة اكيدة لبقائه، ولا يقدر بقيمة كل عقود اللاعبين وعقود المدربين الذين تناوبوا على الفريق هذا الموسم وقد يكون هذا الهدف اثمن اهداف الدوري، وان كان اللقاء الاخير لكل من كفرسوم والحسين مع منافسيهما مع العربي ومنشية بني حسن ربما يحمل ما هو اثمن.
على ان التساؤلات التي اغضبت جمهور الرمثا وغيرهم حول اسباب الخسارة القاسية من اليرموك 1/3 لم تجد اجابة شافية الا اذا ما عدنا الى العبارة التقليدية: كرة القدم ليس لها امان.
ولعل في فوز الجزيرة على منشية بني حسن استرداد شيء من «كبرياء العراقة» التي باتت بكل أسف ممجوجة ، فالأهلي العريق قد هبط ، والفيصلي العريق يحل ثانياً خلف البطل عن بُعد، والجزيرة العريق يتراجع ومثله الرمثا العريق يفقد بريقه ، ولا ندري ماذا سيكون مصير الحسين العريق؟!
كل ما جرى في الأسبوع وربما ما تبقى من عمر الدوري ، يعطي مؤشراً ان الكرة الاردنية لم تعد جاذبة للجمهور، لأن الفرق لم تقدم ما يجذب، والحديث عن الأسباب يطول، وهذا ما سنتناوله بعد طي ملف الدوري، ونفتح صفحات «الرأي» على اتساعها، فما خرجنا به من انطباعات عن الموسم، لا يسر على الاطلاق.
اتحاد كرة القدم والأندية مدعوون لدراسة واقعية لما عليه حال الفرق التي باتت مطلباً لمعالجة جذرية، والا سنبقى نسير في حلقة مفرغة.
المفضلات