((( منارة تعانق السماء )))
مع خالص حبي وتقديري إلى
((((( منتديات الأردن أولآ )))))
الإدارة - المشرفين ، المراقبين ، الأعضاء ، الزوار الكرام
إذا لم تعجبك أي جملة أو كلمة في هذا الموضوع فأغلقه
ولا تكمله وإذا قرأته للنهاية أحكم على صحته أو سقمه .
فأنا آخذ رأيك لأنك موجود ورأيك يهمني .
مع تحيات
نجيب ايوب

مع كل فجر تتعاظم فلسطين ، وتتزايد قداسة أرضها
ويتعملق شعبها , ولو مجروحة ومخذولة ،لا أحد خارج الحصار كلنا نتفرج على موتنا .
وكلنا نحتفل بالقيامة الجديدة ، لا أحد خارج غـزة .
إننا فيها ،تلفحنا نيران قذائف العدو تهدم طائراته وبوارجه جدران غرف الخوف التي ندارى فيها
خجلنا من أنفسنا ومن أبنائنا وأحفادنــا .
تمشي دباباته فوق صدورنا وتترك جنازيرها آثارها على وجوهنا كلما توغلوا فيها أكثر .
كانو يعودون إلى نقطة البداية .
ماذا لو دمروا كل بيت ولو اعتقلوا ألف عشرة ألاف مائة ألف
ماذا لو سحقت دباباتهم الورود وبراعم الشجر، قدرنا أن علينا أن نقدم بدمائنا البديل وأن نقرع ناقوس الخطر ،
حملنا قناديلنا وخرجنا نبحث عن شموس تلقي أشعتها في عيون دليلة فتزداد نقاءآ وصفاءآ وزرقة ، ونبحث عن أقمار نزرعها في ثغرها فيزداد تألقآ وجمالآ ودعوة إلى الحب وعن فراشات ننثرها في ثنايا شعرها الفلسطيني الأســود المنسدل شلالآ فتزداد فرحة الأطفال لكنهم حاولوا منعنا .
كنا نحاول أن نحرق أنفسنا بخورآ يفوح عبقه الزكي ويملأ سماء الوطن الزرقاء شحارير وحساسين وبلابل لكنهم لم يتيحوا لنا حرية الإحتراق .
لقد إستكثروا علينا أن ننفرد بالنار كي لا يقال عنا فيما بعد كانو يستحوق الوطن وكان الوطن يستحقهم.
إمتد العدوان الهمجي المسعور ليحصد بشراسـة كل أثر للحياة على وجه هذه الأرض من دون رقيب أو حسيب
تألمت من هذا المشهد الدامي لطفلة خيم الموت على أسرتها كلها وهي تبحث من بين الركام
عن واحد منهم بين الأحياء فتعثر على أبيها جثة هامدة تهزه بعنف وتصرخ في وجهه لعل فيه بقية من حياة وكأنها ترجوه ألا يموت ،
فلا قلب يحنو ويعطف عليها بعده ولا حضن يؤويها من غوائل الزمان أنني أرى فلسطين كلها وحيدة في العراء والعرب يشيحون بوجوههم خجـلآ . ن المجزرة التي يتعرض لها هؤلاء البسطاء الآمنون من أطفال ونساء وكبار السن الذين يكدون ليل نهار لتأمين لقمة العيش . ليعلن التاريخ زمن الخذلان وتحفر في أوراق الزمن تاريخ إنعطافة خطيرة في السجل العربي لا سبيل الى تجميلها
أو تبريرها . فالعدو الخسيس لا يرحم ولم يحتكم يومآ إلى مبدأ أو قيمة يجردهم كل يوم من مقومات الحياة .
فالشعب الفلسطيني منــارة تعانق السماء الذي يعتز بأنه أول شعب حمل السلاح ضد الأمبراطورية البريطانية عندما كانت لا تغيب عنها الشمس ولم يركع فردآ ولن يركع والدبابات لن ترهبه وإن شعبنا الفلسطيني ســنعود حاملين قناديله ونلاحق نور الشمس ولن تثنيه عوائق الطريق مهما بلغت التضحيات .
دمتم بالعافية
Najeeb Ayoub