لا تنساني ....
عندما تغيب عني
ترتعش الأرض من تحت أقدامي 00
وتبكي الأقمار والنجوم 00
يدخل الليل بظلمته الحالكة في قلبي
00 وبعد المسافة يطوي الدمع في عيني ...
وعلامات الصبر آهاتاً تمزق أحشائي ....
وتجاعيد الشيخوخة
تحتل مساحة من وجهي...
وخطوط الشيب في مفرق رأسي....
وقلائد الحرقة في صدري..................
تتوقد ذاكرتي
فألعق مرارة الصبر بكل جوارحي ........
لا بل بكل نسـمة هواء
استنشقها فأغرق في بحور الأسى ........
أحاول استعادة شيئاً من هدوئي واتزاني ..
اضحك ... وأبكي ..
أتكلم .. وأصمت .. وأحزن ...
كل هذه المتناقضات
أعيش لحظاتها ، فقط لأعيش....
من دونكِ حبيبي خابت أيامي ...
دونكِ يضرب الفراق
أوتاداً في قلبي ...
وجذوراً في روحي
حتى أرهق التعب جفوني ...
وأشعل أحداقي المشدودة نحوكِ ...
أزرع فيكِ ألحاني...
وأجني منكِ كل ثماري
واشدوا لكِ معزوفةً تراجيديةً من أنغامي...
من دونكِ سأصرخ باكية !!
من ذا يأتي بالشمس
تنير ظلمات قلبي ...
ومن ذا يأتي بالقمر
ليكشـف لي عن دروبي ؟!
ومن ذا يسحب على جسدي الغطاء
إذا أشتد زمهرير شتائي ؟!
يشتعل ألق اللقاء
في دياجي ذاكرتي
لأسافر في ثنايا سحركِ
إلى أطراف الدنيا ..
فأسمع صوتكِ يملأ الفراغ...
ويشق سكون الليل
ويرقى إلى عنان السماء...
ومن دونكِ تشرق الشمس باكيةً ....
ومن دونكِ يطلع القمر محاقاً خافتاً ...
لأنكِ الشمس والقمر
ولأنكِ السفر والرحيل والمستقر ...
لأنكِ حين تشرق تفرض فوضوية
انتهاء النظام بين الأفلاك ..
فتندثر النجوم ، وتنتثر الكواكب ، وترتطم الغيوم بقمم الجبال..
حبيبي .....
يطلع النهار وأنت بعيد عنّي..
فتتهاوى ألوية الصبر لتزلزل كياني
أرنو إلى لحظة لقياكِ ، لأجمع نجوم سمائي ..
وأجني قطاف طلع أشجاري
وأقطف لكِ باقةً من أزهار بستاني ..
وأستظل تحت عناقيد ثماري الدانية...
لأمنحكِ الحب ، لأني تحت رداءك
أعشق كل ألوان الحب...
حبيبي....
أشرعة من نار تلهب أفكاري
وتشتت اتزاني..
ومجاديف من صخر تضرب أوتاد تماسكي ...
وتمل منّي الكلمات
وتتعب من أقلامي الحروف...
وأنا ألملمها في أطراف
أوراقي وأغسلها بدموعي...
وأستعير حنجرة الصباح
في المساء لأنشد لكِ بها أنشودة أحزاني..
وتقرع أجراس الوحدة في نفسي وألوك بها مرارة المسافات ..
وأتذوق بها لوعة الرحيل .....
فأنسـج في الليـل أجنحـة
بخيـوط ذهبية لا شرقية ولا غربية..
لأسافر بها إلى الغد معك
يا حلمي القادم معكِ..... فلا تنساني
المفضلات