ذكرت صحيفة "الأخبار" أن حوالى 80 موظفاً من قناة "أخبار المستقبل" وقّعوا عريضة يطالبون فيها رئيس الحكومة سعد الحريري بحقوقهم المادية والمعنوية، إضافة الى نداءات عاجلة ومكرّرة لأرملة رئيس الحكومة الأسبق نازك الحريري لإنقاذ إذاعة "الشرق" وإنصاف موظّفيها، وسط مخاوف من مجزرة طرد أو إقالات تطال قرابة سبعين موظّفاً، فضلاً عن مجموعة استقالات طوعيّة.
وبحسب "الأخبار"، يعيش الموظفون في المؤسسات الإعلامية المستقبليّة مرحلة هبوط تام، أكان على صعيد الإنتاج العملي أو على صعيد البدل المادي. ونقلت عن إعلاميين مخضرمين عايشوا رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، ومفاده أن الحريري الابن يتعامل مع القطاع الإعلامي بصفته مؤسسات تبغي الربح المادي.
ويلاحظ هؤلاء أنّه لا فرق في هذا السياق بين ما هو مستقبلي وما هو حليف لـ"المستقبل". إذ إنّ اهتمام رئيس الحكومة سعد الحريري بالمؤسسات الإعلامية الموجودة إلى جانب التيار هبط هو الآخر، وكأنّ الطرفين يمثّلان كتلة واحدة.
وذكرت أن التواصل بين سعد الحريري وموظّفيه يجري اليوم عبر مستشاره الإعلامي، هاني حمود، الذي زرع بدوره في كل مؤسسة مسؤولاً ينقل إليه أخبار المؤسسة وأحوالها وأوضاع العاملين فيها. وأكثر ما يزعج الموظفين هو أنهم يعرفون رأي هاني حمود والإدارة عبر تصرفات زملائهم، إذ تحجب إداراتهم عنهم أيضاً الملاحظات والتوجيهات.
ونقلت عن ملمّين بالشؤون الإعلامية المستقبليّة أنّ المهمّة الأساسية للمستشار الإعلامي هي تنسيق الحملات والمواقف بين وسائل الإعلام التي تدور في فلك التيار. وبات معروفاً عن حمود الجلسات المسائية التي يعدّها، أحياناً بوجود الحريري، والتي يوزّع خلالها المهمات على الموجودين من إعلاميين وصحافيين... وحتى بعض السياسيين.
والأهم في الفترة الماضية كان التركيز المستقبلي على دعم الصحافة الإلكترونية، حيث برز العديد من المواقع بتمويل مباشر من «المستقبل». وليس غريباً أن تكون مكاتب الموقع الإلكتروني لـ14 آذار، www.14march.org، في مبنى «المستقبل» في سبيرز، المؤلف من عشر طبقات. ولم يعد جديداً ذكر الدعم الذي قدمه التيار لموقع ناو ليبانون"" www.nowlebanon.com ، الذي تحوّل مديره السابق عقاب صقر إلى أحد أكثر النواب ثأريّةً في كتلة "المستقبل". والأهم أنّ هذا الموقع يمرّ في الأزمة المالية نفسها التي تمرّ بها مجموعة "المستقبل" الإعلامية، بما يؤكد أنّ مصدر التمويل هو نفسه. ويضاف إلى سلسلة المواقع الإلكترونية، الموقع الذي يديره من باريس الزميل فارس خشان، www.youkal.net، بعدما أُبعِد الأخير عن شاشة "المستقبل" كما عن صفحات الجريدة.
وبحسب "الأخبار"، تواجه إذاعة "راديو الشرق" أيضا في باريس أزمة ماليّة وإداريّة وسياسيّة تعرّضها لمخاطر التفكك. لكن الواضح أن العاملين فيها سوف يدفعون الثمن أولاً، حيث تهيمن الأجواء حالياً على 70 موظفاً في إذاعة "الشرق"، وسط مخاوف من مجزرة طرد تطال عدداً كبيراً منهم.
وتأتي "المجزرة" بعد عرض الإدارة "مشروع خفض نفقات مبنياً على أساس التخلص من 35 صحافياً وتقنياً وإدارياً".
وأوضح رئيس مجلس إدارة الإذاعة، فؤاد نعيم لـ"الأخبار"، ردا على سؤال عن حقيقة التسريبات بشأن هذا الموضوع، "وجود ضرورة إعادة هيكلة المؤسسة"، مضيفاً إن "البعض يريد الاستقالة إذا كانت التعويضات جيدة". وبرر ذلك بـ"تراجع المداخيل بنسبة 50 في المئة".
إلا أن "الأخبار" علمت أن المأساة كانت تستعر تحت الرماد لشهور طويلة، وكادت تنفجر في مطلع السنة لولا تدخل السيدة نازك الحريري بعدما زارها ثلاثة من العاملين في الإذاعة للشكوى، حاملين بياناً وقّعه أكثر من 35 موظفاً. وبحسب المعلومات، فإن محور الشكوى كان فؤاد نعيم نفسه، إذ يتهمه بعض الموظفين بأنه "قاد المؤسسة إلى الخراب عبر الهدر والتمييز"، مشيرين إلى أنه "ألغى شركة الإعلانات المقربة من مؤسس الإذاعة رغيد الشماع وجعل الإعلانات في قسم داخلي، ما أدى الى زيادة في النفقات مقابل تراجع المداخيل"، وأن نعيم لا يهتمّ للآخرين ولديه "راتب خيالي"، وهو ما ردّ عليه نعيم بالقول "إن راتبي هو الوحيد الذي لم تصبه أي زيادة منذ وصولي قبل ثماني سنوات"، من دون أن يفصح عن قيمته.
المفضلات