السلام عليكم
قناة جديدة تنضم إلى كتيبة ضخمة من القنوات التلفزيونية المصرية المملوكة للدولة. «التلفزيون العربي» هو المولود الأحدث الذي أثار، حتى قبيل الإعلان عنه رسمياً، مقداراً مهماً من ردود الفعل. وإذا كان على القناة الجديدة ان تبذل جهداً مضاعفاً حتى تتمكن من أن تنافس شقيقاتها أولاً، قبل أن تنافس بنات العمومة، فإن كثراً سنوا أقلامهم وشحذوا هممهم وجهزوا أثيرهم لمجابهة المولود الجديد، معتبرين إياه ممثلاً شرعياً عن النظام الرسمي برمته.
ويمكن إلقاء جانب من اللوم على الأسلوب الرسمي في الإعلان عن القناة، والذي ما زال يصر على الإمساك بتلابيب عبارات «الريادة» و«الخطة التنويرية من أجل الحفاظ على الريادة الإعلامية المصرية» و «التى فرضت نفسها على مدار الأجيال» وغيرها. لكن من غير العدل أن يكون الحكم مرتكزاً على أسلوب الدعاية والإعلان. ويكفي الصعوبة التي ستواجهها المحطة الجديدة وغيرها من شقيقات ينوين الانضمام إليها في المستقبل لإثبات أن كلاً منها لها شخصية وغاية وأسلوب عمل يختلف عن الأخريات، وأنهن لسن «كمالة عدد».
أما المخاوف الداخلية الشعبية من مثل هذه الولادة الجديدة، فترتكز غالبيتها حول تحولها إلى نافذة جديدة تُفتح، ولكن من دون أن تحظى بمنظر جميل، أو سبب واضح يبرر فتحها من الأصل. فقيام الجيران بفتح نوافذ إضافية في بيوتهم ليس مبرراً لفتح نوافذ لدينا، لا سيما أن الجدران متخمة بعدد كبير من النوافذ التي تهدد صلابة الجدران.
الجميع لا يملك سوى الترحيب بأي نسمة هواء مرطبة، شرط أن تتوافر فيها مقومات الحداثة والأهداف المقنعة والتخطيط السليم وقياس تحقيق الأهداف، إن لم يكن لتبرير التواجد، فعلى الأقل حفظاً لماء الوجه.