السلام عليكم
تقترب هذه الايام مناسبة الذكرى السابعة لايقاد شمعة ميلاد قناة الفيحاء الفضائية , ومع هذه المناسبة وهذه الذكرى يجد نفسه المراقب لحركة الاعلام العراقي الجديد ان هذه القناة يرافقها القليل من وسائل الاعلام العراقية المختلفة تمثل صورة جميلة لاعلام عراقي متطور وواعي للتغيرات الجوهرية والايجابية التي انطلقت منذ نيسان 2003 , ومع هذا الدعم الواضح والصريح الذي قدمته الفيحاء لعراق الدستور والقانون وعراق الانتخابات الديمقراطية والتصويت الحر فان مركب الفيحاء لم يقف عند هذه الحدود فحسب بل خاض غمار الامواج ليصل الى سواحل الفقراء والمحرومين وابناء المقابر الجماعية لذلك لم اسمع او اجد اي قناة اخرى قد نالت لقب شعبي وعفوي مثل لقب الفيحاء الذي أطلقه المشاهدين من عامة الناس " قناة الفقراء والمحرومين " .
فلقد وقف مركب الفيحاء منذ انطلاقته الاولى مدافعا عن حقوق هذه الطبقة العريضة في المجتمع العراقي وفي عملية موازنة لايجيدها الكثيرون من خلال كفي ميزان احداها ترفع مصلحة واحتياجات العراقي وحقوقه المشروعة والاخرى ترفع كفة دعم العملية الدستورية والديمقراطية ونتائجها القانونية , لكنها بذات الوقت لاتغفل دورها البارز في محاربة الارهاب وفضح اساليبه الدموية الدنيئة ومعه دنائة الداعمين والممولين لهذا القتل العراقي المستمر منذ سقوط نظام الصنم البائس . لذلك وقفت دول ومؤوسسات متضررة من العراق الجديد بوجه هذه القناة العراقية .
لقد وقفت الفيحاء تلملم عظام المقابر الجماعية مع الامهات الثكالى ومع الايتام وعوائل الشهداء كما ان الفيحاء وقفت بقوة تدافع عن حق رافدي العراق العظيمين دجلة والفرات ومنع جريمة العطش عنهما , والفيحاء وضعت المايكرفون المفتوح امام تلك الام الجنوبية الاصيلة ام عامر صاحبة المقولة الشهيرة " ولية الغمان " لتختصر معاناة المواطن العراقي بدقيقتين ولترفع راسها في نهاية كلامها الى السماء وهي تقول " بيا وطن الاشعة والدواء بمائة وخمسين الف ... الله الكريم والعاقبة خير انشاء الله " . والفيحاء وقفت بشجاعة تدافع عن حقوق السجناء العراقيين في السعودية حتى رضخت السلطات هناك واطلقت سراح عدد من هولاء السجناء ولتسجل سابقة كبيرة في الاعلام العراقي الجديد حينما يعمل باخلاص وجد ووطنية للدفاع عن حقوق العراق والعراقيين . والفيحاء من خلالها مكاتبها في جنوب وشمال ووسط وغرب وشرق العراق كانت نبض الفقراء وفي مكاتبها الخارجية في سوريا ومصر ولندن والسويد والدنمارك والولايات المتحدة كانت منبر عراقي أصيل يحاول باخلاص مد جسور التواصل والتفاعل بين الداخل والخارج العراقي
وقديما قيل عند العرب " قل لي من أنت اقول لك من عدوك .." واعداء الفيحاء هم بلا شك المتضررين من نهج الفيحاء العراقي هذا وهم خصوم ابناء المقابر الجماعية وخصوم دجلة والفرات وخصوم الفقراء والمحرومين وخصوم امنا الجنوبية ام عامر , ولايمكن ايجاد اي تفسير او مبرر اخر لخصومة الفيحاء والتهجم عليها ومحاولة النيل منها ومن ادارتها المعروفة بمواقفها العراقية الاصيلة . ولبس ثوب الشعارات والنعيق به لم يعد تجارة رابحة في عراق اليوم لان الوعي العراقي وصل الى درجة لايستهان بها الا من الجاهل المتربص . لذلك سيكون نوع من النفاق المزدوج الادعاء بالوطنية العراقية وبنفس الوقت محاربة هكذا نهج عراقي وطني تمثله الفيحاء , ومن يريد النزول من المركب هو حر طليق اما محاربة الفيحاء والتهجم عليها وعلى ادارتها وكوادرها ورسم الخطط لتهديم هذا الرمز الاعلامي العراقي فسلفا اجزم انها محاولات فاشلة وخائبة وسترتد على اصحابها قبل غيرهم وستبقى الفيحاء وتبقى معها حصة الفقراء والمحرومين وحصة دجلة والفرات وحصة ام عامر وحصة كل الشباب العراقي المميز من كوادرها الفنية والادارية ومعها حصة كل الاعلام العراقي الوطني الاصيل . وستبقى قافلة الفيحاء تسير حتى وان رافقت هذه المسيرة تلك الاصوات المعهودة في امثلتنا الشعبية المتوارثة في العراق .
المفضلات