فضائية مصرية جديدة لمنافسة «الجزيرة»

تحاول مصر استعادة ريادتها الإعلامية التي تراجعت في الفترة الأخيرة بإطلاق قناة إخبارية جديدة منتصف أكتوبر المقبل يقول القائمون عليها: إن هدفها إيجاد قناة تحمل اسم مصر، وتحدث حالة من التواصل مع القضايا، التي تهم العالم العربي بصفة عامة والمصريين بصفة خاصة.
وأطلق على القناة الجديدة اسم «النيل الإخبارية الدولية» وتتبع مركز أخبار مصر في اتحاد الإذاعة والتلفزيون ويشرف عليها الإعلامي عبداللطيف المناوي، رئيس المركز، على أن تعتمد على كوادر من التلفزيون، بعد أن تزايدت التكهنات في الفترة الأخيرة حول استعانة القناة بإعلاميين مصريين سبق لهم العمل في قنوات دولية مثل «الجزيرة» و «بي بي سي».
وما زال المناوي يبحث عن مدير أخبار صاحب خبرة في هذا المجال، خاصة أن القناة ستتسم بالطابع الدولي وتعتمد في محتواها على تغطية الشؤون الدولية عبر شبكة مراسلين في جميع أنحاء العالم، على أمل منافسة قناتي «الجزيرة» و «العربية»، إلى جانب القناة الإخبارية الجديدة التي تستعد مجموعة «روتانا» السعودية إطلاقها.
ويقول المناوي: إن القناة الجديدة ليس لها علاقة بقناة الأخبار الحالية، بل ستكون مختلفة في كل شيء عن نظيرتها الحالية، مضيفا: «الدراسات الخاصة بالقناة أعدتها واحدة من كبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، وتتضمن محتوى جديدا يعبر عن الدولة المصرية بأطيافها السياسية والفكرية المختلفة، وتهتم بالشأن العربي، أما الاهتمام بالشأن المصري فسيكون في أضيق نطاق باعتبار أنها قناة تخاطب المشاهد العربي»، لكن خبراء في مجال الإعلام ينظرون بتشاؤم للقناة الوليدة ولا يتوقعون لها منافسة القنوات الإخبارية في المنطقة خاصة قناة الجزيرة. ويقول عثمان فكري المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة: «إن هذه القناة لن تستطيع جذب المشاهد العربي، لأن معايير المهنية لديها ستكون مفقودة؛ إذ ستهتم دائما بنشاط الرئيس المصري حسني مبارك على حساب أخبار محلية وعالمية تستحق أن تكون في صدارة النشرة».
ويقول: «إن الحديث عن الريادة الإعلامية طافح على المسؤولين في مصر ويبدو عليهم القلق من وجود قنوات مثل الجزيرة والعربية والقناة التي ينوي الأمير الوليد بن طلال إطلاقها»، ويتابع: «أعتقد أن القناة الجديدة ستكون مجرد تغيير في الشكل والديكور عن قناة النيل الحالية».
لكن المناوي ينفي كذلك أن يكون ما يجري الآن في قناة الأخبار مجرد تطوير لديكور وشكل القناة ويقول: إن ما يحدث هو إنشاء قناة جديدة من الألف للياء، لكن مع الاعتماد على الكوادر الموجودة بالفعل. ويرفض المناوي الحديث عن تكلفة الميزانيات المرصودة لهذا المشروع، وقال: «الميزانيات المرصودة في حدود اقتصادية تتيح إطلاق قناة إخبارية ناجحة قادرة على نقل صورة لمصر في الخارج دون أن يحدث أي استغلال للأموال في اتجاهات لا تخدم المشروع».
لكن سماح المحمدي، المدرسة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تقدر نسبة نجاحها بـ%70 إذا كانت ستقدم خدمة مميزة، وتقول: إنها ستبدأ قوية لكنها ستتراجع بعد ثلاث أو أربع سنوات.
وتضيف: «الهدف منها هو صورة مصر أمام العالم لكن يبدو أن توقيت إطلاقها مرتبط بالانتخابات الرئاسية» المقررة العام المقبل.
ويرهن أيمن عبدالهادي، المدرس المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة، نجاح القناة الجديدة بتقديم خدمة إخبارية تتميز عن القنوات الموجودة على الساحة، ويقول: إن قناة النيل الإخبارية الحالية شهدت تطويرا لافتا في الفترة الأخيرة، وأظن أن القناة الوليدة ستكون متطورة، خاصة أن من يشرف عليها عبداللطيف المناوي وهو إعلامي متميز في عمله وله أسلوبه وفلسفته الخاصة. وإذا كان المناوي يستبعد فكرة المنافسة مع قنوات أخرى، يرى عبدالهادي أن أية قناة لا بد أن تضع في اعتبارها المنافسة فهي مبدأ مشروع وليس معنى وجود بعبع اسمه الجزيرة ألا تظهر قنوات أخرى تنافسها.


--------------------------------------------------------------------------------