ليس عيباً أن يكون هدف الجزيرة ربحياً!
انتهى الركض والهرولة خلف الكرة، وانتهى معه العرس الكروي الكبير في جنوب افريقيا، وذهبت معه المفاجآت والمنتخبات والأحداث، التي كانت محط أنظار العالم طوال الشهر الفائت.مع المونديال حققت شبكة الجزيرة الرياضية السبق والتميز والتفوق على الرغم من التشويش والذي استمر للمباريات النهائية، ومع ذلك حرصت «الجزيرة» على النجاح الكبير بما استقطبته من محللين عالميين جعلوا للتحليل تميزا يختلف عن القنوات الأخرى والتي كان يصدح مذيعوها بتميزهم وبتقديم فقرات وتحليلات لا يقدمها الآخرون!!
كانت دورة المفاجآت والتنبؤات والشهرة الواسعة للاخطبوط العراف «بول» الذي لا يدري عن المراهنات والأحداث وما سببه من زعل وغضب دول وجماهير توعدت بذبحه وأكله!!
قرأت لقاء السيد ناصر الخليفي في الزميلة الشرق (القطرية) في عدد الثلاثاء الموافق 13يوليو 2010م واستوقفني رده على ان «الجزيرة» ليست مؤسسة ربحية ولها أهدافها واستراتيجيتها الواضحة!..
واستكمل حواره بأنه يتمنى ان تقدر الجماهير ثقافة الدفع كما تدفع على خدماته الهاتفية وتكنولوجيا المعلومات من انترنت وخلافه...وفي ختام الاجابة قال الخليفي: «وفي تقديري ان الزمن كفيل بتعزيز ثقافة الدفع مقابل الخدمة وفي المدى المنظور بإذن الله» نثني على دور ونشاط الخليفي، إلا أن في إجابته تناقض فهو لا يهدف للربح وفي المقابل يتمنى ان تقدر الجماهير ثقافة الدفع المسبق للخدمات!
نعم، الجماهير قادرة على الدفع والحرص على المشاهدة، وليس عيبا ان يكون لشبكة الجزيرة الرياضية أهداف ربحية على المدى القريب والبعيد، متوازيا في خططها ورؤيتها الاستراتيجية الأخرى من خدمات مميزة، وحصولها على التغطيات والنقل الحصري للمباريات من دول مختلفة من العالم والقارات.
فالعمل تحت سيناريوهات مختلفة من الخطط ومن الأزمات يعزز من دور قناة الجزيرة ووجودها الاعلامي على المدى البعيد، في مجالات مختلفة من نقل وبث ومن خبرات اعلامية وتدريب كوادر فنية واعلامية من مذيعين ومخرجين وغيرهم من كوادر على المدى البعيد، فالظروف والأيام لا يعلم ما تخبئ ولا يوجد منافس لقناة رياضية أو شبكة في الوطن العربي في الوقت الراهن، ولا يستبعد من وجودها في الفترة القادمة منافسا للجزيرة كما حدث مع «الجزيرة» الاخبارية، فلغة المال موجودة لدى البعض للمنافسة اخباريا ورياضيا..لكل ما يحمل جزيرة، والسعي لاستقطاب مذيعيها ومحلليها وكوادرها، وما كان من استقالات أخيرة، حققت مكسبا لقنوات ودفعا لصحافة واعلام للحديث الدائم والمستمر عن «الجزيرة» وآخرها قضية الأهرام وما كتبته بصحافتها!
ولا يفوتني ان أبدي اعجابي بما قدمته المذيعة الجزائرية ليلى سماتي وبول فاضل من حلقات مغامرة مميزة، وما كان من لغة ليلى في حديثها وفخرها لكل ما هو اسلامي وعربي، وكم كان جميلا ان ارتدت غطاء الرأس وهي تدخل المصلى بمطعم وتحاور المصليات، فهي تفخر دوما بإسلامها وعروبتها، والذي كانت تفخر به دائما في برنامجها ولغتها الجميلة..
وكذلك المعلقون على المباريات والخيارات المتاحة التي أعطت المشاهد الخيار لاختيار من يريد من معلقين من الوطن العربي.
تحية لكل البرامج، وتحية لافريقيا الجميلة هذه القارة التي اعشقها، والتي تملك من السحر والطبيعة التي تفتقدها القارات الأخرى..وأجمل سحرها أشكال الحيوانات الجميلة والصامتة، والغابات والجبال والمناخ البارد في حر الصيف الذي نعاني منه في الخليج!!
ننتظر من «الجزيرة» الكثير، وننتظر من إدارتها التميز والنجاح، ونتمنى أن تجعل من ضمن أهدافها الهدف الربحي ولا تخجل من ذكر ذلك لأن لغة الأرقام التي يتعامل بها الآخرون لا يمنعها من ان تتعامل بها وتضعها في خططها المستقبلية.
المفضلات