عن الإخوة الأعداء:
هم ثلاثة إخوة ، الصّغير اتّخذ كبش فداء، فبمجرّد أن تثني عليه الأم يقوم أخواه الكبيران بالسخرية منه واستفزازه ولا يهدآن إلاّ وقد انهمرت من عينيه الدموع، إنّهما مريعان، فعندما يرونه يبكي ـ وهو لم يتجاوز السنتين، يهزآن منه بمع***ته أنه " بكّاي" ، في حال ما تتدخّل الأم فجواب الأخوين المعتديين جاهز مسبقا : أنت تفضّلينه عنّا، في أحيان أخرى يسمحان للأصغر بمشاركته إيّاهم في اللعب، على غير العادة، ولكن في الحقيقة هما لا يفعلان ذلك عن طيبة نفس، وإنّما ليجعلاه يلعب دور الضحية في اللّعبة ، فيشبعانه ضربا، ويسخران منه إن اشتكى وتألّم من الضربات، إنّهما يحتالان عليه وهو المسكين لا يفهم شيئا مع حداثة سنّه...
كثيرة هي التّصرّفات أو الكلمات التي تخبر الأولياء عن بواشير حرب أهلية بين الإخوة، قد تستمرّ إلى الكبر:
ـ ماما ... إنّه ينظر إلي.
ـ ماما ... لقد لمس لعبتي.
ـ ماما ... قال لي أسكت.
ـ ماما ... لا أريد هذا الأخ، لنعطه للجيران.
الجو مكهرب باستمرار بين الإخوة الأعداء ومشحون بالعدائية...
هذا المثال البسيط عن الحروب الشعواء التي تحدث بين الأطفال كثيرا ما يخفق الأولياء في فهمها ـ ذلك أنّها شكل من أشكال التواصل البشري المعقّد ـ وتقبّلها والتّصرّف حيالها التصرّف الأنسب.
حقيقة لا يمكن لأي أب أو أم إنكارها : تفضيل الأصغر أو على الأقل الانحياز إليه بحجّة أنه الأضعف ، ولا يعرف الكثير ـساذج ـ وهنا الخطأ الذي تنجرّ عنه مشاكل كثيرة تؤدّي في الأخير إلى ظاهرة الإخوة الأعداء، التي ما هي في الواقع سوى ردّة فعل من الإخوة الكبار على عدم إنصاف الوالدين، الضحية هو الأصغر، ولكن المتسبّب هما الأبوان، فتصرّفاتهما تخلق العداء، وعدم تفهّمهما لعدائية وعنف الإخوة الكبار يؤدي إلى تعميق الجفاء الذي وقع بين أطفالهم، ولهذا من الأفضل :
ـ معاملة الأطفال على قدر من المساواة ،
ـ تقبّل غيرة الطفل الأكبر؛ وتفهّمها على أنّها تعبير غير مباشر عن الحاجة إلى التفات ورعاية الأبوين.
ـ تشجيع العلاقات الطيبة بين الأطفال.
ـ عدم التدخّل في صراعاتهم بالانحياز إلى أحد الطرفين، لنتركهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم.
ـ تحضير الأطفال بقدوم أخوهم الجديد، وتحفيزهم على حبه.
ـ تقبّل الطبيعة البشرية القائمة على الصّراع... وتذكّر أن حدث وأن ضربت على يد ابنك، لا تستغرب أن يضرب على يد أخيه الأصغر... إن فعلت فأنت تناقض نفسك
المفضلات