دماء بلون العشب
بعد إن إنفجر المكبوت كله أصبح يغطي نشرات الإخبار كلها .
وقد يكون له فيض لتكون له حصة في النشرة الجوية .
ما دام هناك متشردون يموتون تحت وابل من الثلج والمطر والعواصف . فالموت المجاني لم يعد إستنكار بل أصبح يدخل قائمة المألوف . قبل أن يشرق الربيع العربي كان العراق وفلسطين المزودين بنصيب الدم والدموع في نشرات الأخبار ثم أصبح الدم والدموع في النطاق القومي كله .
وكأن هذه الحقبة التي نعيشها بل نموتها يوميآ هي الحقبة الحمراء في تاريخنا الحديث . لقد خسر العرب الكثير من العزف المنفرد وتبديد الطاقة والجهد بلا سياق أو نسق بحيث ضاعت الأنهار في الطريق وضلت السبل إلى المصب .
ما يعيننا على إحتمال هذه المشاهد على إمتداد خطوط الطول والعرض في تضاريس وطننا المضخم بالدم والدموع هو شيىء واحد لا نعيشة او ندركه بالعقل لكن القلوب تبوح به في كل نبضة عالية وهو أن الموت بلغ حد أصبحت الأرض فيه أضيق من أن تتسع له . فالحرية هي نداهة العرب أنها جهة الروح وما إحتشد في تاريخ طويل من رحيق الأشواق إلى التغيير بعد أن فسد كل شيىء حتى الملح . إذا أردت الكتابة على عشبة خضراء أو جبل يسيل اللون الأخضر على سفوحه يتشرب الأحمر الدموي والأسود الحدادي على هذه الخضرة .
دمتم بالعوافي
نجيب ايوب