لا أدرى من الذى يسئ إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ؟ من ينتجون الأفلام و الرسومات و مواقع الانترنت التى تهاجم الإسلام و رسوله ، أم هم المسلمون الذين يقومون بالدعاية المجانية لهذه المواقع بصورة لا يستطيعها منتجوا هذه الأفلام و الرسومات و المواقع مهما كبدهم ذلك من مال؟

فهاهو السيناريو يتكرر ..فيلم يسئ إلى الرسول يعلم به بضع الاف من البشر . من سيحضر الفيلم عدد محدود ، من سمع عن الفيلم عدد محدود ، من قرأ الخبر عدد محدود ...
و لكن يأبى مسلم العصر الحديث إلا الثورة و التظاهر و الاحتجاج و الغضب حتى يعلم العالم كله بأسره أن هناك من يسئ إلى الرسول ، و بعد أن كان من يعلم بالإسائة ألاف اصبح الأن الملايين فى شتى بقاع الكرة الأرضية يعلمون بالفيلم ، و بالتأكيد سيطالب الكثيرين بعرض الفيلم فى بلادهم حتى يروا الفيلم الذى أثار هذه الضجة .

المؤمن كيس فطن ...........فأين كياسة المسلم و فطنته ؟

منذ سنوات قليلة قام رسام كاريكتير فى الدنمارك بنشر رسومات مسيئة للرسول الكريم ، فى جريدة محلية بلغة محلية يطبع منها 5000 نسخة فقط . و لم يلق لها أى شخص بال ، و لكن يأبى 200 مسلم دنماركى إلا أن يقيموا الدنيا و لا يقعدوها ، فيذهبون إلى كل مسئول و كل محكمة بالدنمارك ... و يعلم كل أهل الدنمارك بالرسومات و يطالبون بنشرها ، فتقوم باقى صحف الدنمارك جميعا بنشرها أكثر من مرة .

و يزداد حماس مسلمى الدنمارك فيخرجون بحملتهم إلى أوروبا فيعلم كل أهل القارة الأوربية بهذه الرسومات و تقوم كل صحف أوروبا بنشرها .


و لا يجد المئتى مسلم دنماركى أمامهم بعد شهور من الصراع مع الحكومة الدنماركية ، إلا جمع التبرعات و عمل حملة إلى الدول العربية ، فيطوفون البلدان العربية قطرا قطرا و يخرجون فى الإعلام و الصحف يثيرون حفيظة المسلمين بها، فتنظم المسيرات بالشوارع و الجامعات و المدارس حتى و وصل الأمر إلى حرق كنيسة بلبنان.
و طبعا نشرت الصحف العربية الرسومات بعد ترجمتها إلى العربية ، و انتشرت الرسومات فى جميع صحف العالم بعد ترجمتها إلى لغاتها المحلية.

فهل يا ترى ... كم كان يتكلف رسام الكاريكتير لنشر رسوماته هذا الإنتشار ؟
لقد قدم المسلمون و لا يزالون يقدمون خدمات مجانية لأعداء الإسلام ، و وفروا عليهم أموالا طائلة كانت ستخرج من جيوبهم للدعاية لمنتجهم الردئ.


فيكفى لأى شخص يريد أن ينال من الإسلام عمل صفحة على الإنترنت و الدخول إلى صفحة أى مسلم على الفيس بوك و يبدأ فى سب الصفحة التى أنشئها ، و تحذير المسلمين منها و المطالبة بإغلاقها ، فيقوم المسلمون بكل سذاجة بالمطالبة بغلق الصفحة و إرسال ذلك إلى كل من يعرفون أو لا يعرفون ، فتنتشر الصفحة بدعاية سهلة و رخيصة من المسلمين السذج.

المسلم له منهج و مرجعية هى الكتاب و السنة ، فهل فكر واحد من هؤلاء قبل أن ينزل إلى الشارع إلى أن يطلع إلى سنة الرسول الكريم و الصحابة و كيف عالجوا مثل هذه الأمور؟
ألم يمر الرسول و الصحابة بهذه المواقف من قبل ؟

ألم يقم كفار قريش بسب الرسول ؟ ألم يسلطوا عليهم سفهائهم و صبيانهم و وصوفوه بأقبح الألقاب؟ ألم يسلطوا عليه شعرائهم فهجوه بقصائد عديدة؟

أيعرف أحد منكم ماذا قالوا عن الرسول ؟ أيعرف أحد منكم ما هى الاسماء المشينة التى وصفوه بها ؟ أيعرف أحد منكم بيتا واحدا من الشعر هجو به الرسول الكريم؟

بالتأكيد لا ، لماذا؟ هذا لأن الرسول الكريم و الصحابة كانوا من الكياسة و الفطنة التى جعلتهم يغضون الطرف عن هذه الأمور ، و تعالى الصحابة الكرام عن ذكر و ترديد الإساءات و ابيات الشعر ، فلم تنتقل واندثرت مع التاريخ و لم يصل لنا شئ منها.

هذا هو تصرف الرسول و الصحابة عند الإساءة ، ترفعوا و تركوا الإساءة تذهب أدراج الرياح ، فلماذا لا يقتدى مسلم العصر الحديث برسوله و صحابته ؟ لماذا لا يعمل عقله قليلا و يرى أنه يسيئ إلى الرسول أكثر من أعدائة ،و أنه سلاح رخيص فى إيديهم يحركونه وقتما يشائون .

يا مسلموا الأرض ... اذكروا الخير فينتشر ، و لا تذكروا الشر فيندثر
.