الأطلس العربي
أصبح أطلسنا العربي هذه الأيام أكثر وضوحآ للكثير
من العرب المثقفين والعمال وللمهندسين والأطباء و الفنانيين
والرسامين والمعلمين وحتى الأميين و حتى الشحادين .
لا يعرفون ســوى أسماء العواصم والمدن الكبرى في وطننا العربي
الذي يمتد أطرافه من الماء إلى الماء .
نقرأ أســماؤها بصعوبة على الأطلس ولم نعرفها من قبل
علىالأطلس ، لم نسمع بها ولم نزرها شأننا شأن الأماكن المنسية ومثل الناس والأشخاص المنسيين .
قرى ومدن وبلدات خرج من صلبها شعراء ورسامون وفلاحون وشهداء
وأبرار أيضآ .هم شهداء اليوم شهداء الحرية التي تنادي وتصرخ بها الشعوب التي خرجت عن الخوف بسيف الشجاعة وبخنجر الجرأة .
قبل ثورة ليبيا لم نسمع بإسم مصراته وإجدابيا والبريقة وغيرها من القرى .
أصبحت الآن محترقة تمامآ بعد إن كانت نائمة في النسيان والإهمال .
ولكن هذه القرى والبلدات التي تحترق اليوم ستكون بعد قليل قلادة
الذاكرة العربية في شعر الرواية والرسم والغناء .
وفي اليمن نتعرف إلى تعز والحديدة والبيضاء وصعدة وستلوح لنا شوارع صنعاء الفائزة بصوت الحرية هذا الصوت الإنساني الجميل الذي ترفعه المرأة وهي تقترب من السماء .
وفي سوريا نصغي إلى إيقاع يأتي من الريف من وجع الفلاحين ومن وجع التراب أدلب درعا الحسكة القامشلي إلى أخره ....
هذه الكوكبة المضيئة وهذه الأيام نسمع صوت الإسم الذي يبدو كأنه يأتي من قلب التاريخ متوهجآ إلى قلب التاريخ .
في تونس أصبح إسم سيدي بوزيد أكبر من أقاليم الصمت . بو عزيزي ليس موسيقيآ وليس مغنيآ وليس راقصآ أنه بائع خضار دخل التاريخ في يوم واحد .
وظهر أبو القاسم الشابي بعد مئة عام من الغياب في سيدي بو زيد
وأصبحت شمس المدينة خضراء مثل تونس الخضراء.
في مصر كانت القاهرة ترتدي ثوبآ مرصعآ بالنجوم
ميدان التحرير هو الأخر دخل التاريخ ، لم يعد ميدانآ بل أصبح رمزآ ومكانآ للحرية وللدم والدموع .
أحياء في القاهرة وشوارع وميادين أخذت شهرتها من الناس الفقراء
من الشباب الذين كتبوا أسماءهم في سجلات المجد .
الإنسان العربي هو الذي يصنع الطريق وخريطة الطريق وأطلس الطريق .
دمتم بالعوافي
نجيب ايوب