قال الحكيم سترون الآن ودعا الناس إلى وليمة، وبدأ بالذين لم تتجاوز كلمة المحبة شفاههم ولم ينزلوها بعد إلى قلوبهم ، وجلس إلى المائدة، وهم جلسوا بعده... ،

ثم أحضر الحساء وسكبه لهم ، وأحضر لكل واحد منهم ملعقة بطول متر !
...
واشترط عليهم أن يحتسوه بهذه الملعقة العجيبة !
حاولوا جاهدين لكنهم لم يفلحوا ، فكل واحد منهم لم يقدر أن يوصل الحساء إلى فمه
دون أن يسكبه على الارض !! وقاموا جائعين في ذلك اليوم

قال الحكيم والآن انظروا ! ودعا الذين يحملون الحب داخل قلوبهم إلى نفس المائدة ، فأقبلوا والنور يتلآلآ على وجوهمم الوضيئة ، وقدم إليهم نفس الملاعق الطويلة !

فأخذ كلّ واحد منهم ملعقته وملأها بالحساء ثم مدّها إلى جاره الذي بجانبه ، وبذلك شبعوا جميعهم ثم حمدوا الله وقاموا شبعانين ..

وقف الحكيم وقال في الجمع حكمته والتي عايشوها عن قرب :
من يفكر على مائدة الحياة أن يُشبِع نفسه فقط فسيبقى جائعا ، ومن يفكر أن يشبع أخاه سيشبعان الاثنان معا !"فمن يعطي هو الرابح دوما لا من يأخذ !