أمي سيدة جبّارة
تصحو فجراً قبل الديك
تكنس حاكورة "خشّتنا"
تعجن تخبز دون شريك
إن كنت تفتّش عن خبر
بالخبر الصادق تأتيك
فكل نساء الحيّ مراسل
تغدو إليها
وتمسي إليها
هكذا دوماً ودواليك

أمي بيديها المنتفخة
كم صنعت يوماً مفتول!
كم نثرت على "السدر" البرغل
كم نثرت حباً وبقول
كم غرست في حقل أبينا
شجراتٍ تشدو وتقول:
الأرض وريد يا ولدي
إذا قطع صرت المقتول
وستحمل هماً يا ولدي
وقد كنت عليها المحمول
وتعود أمّي لصنعتها
مفتولُ في "السدر" يدور
حبات البرغل أطرتها
وقد كانت يبساً كصخور
رشّتها طحيناً أعمتها
بيديها السمرا فتلتها
قلبتها
والكُمّ الفلاحي يطيّب
حبات البرغل نكهتها
وتدور تلك الحبات
وتصير كرات وشتات
بين أصابعها الثقلات
وتوقد أمي موقد نار
وتعلنها ثورة ثوّار
وتلسعها بلهيب هادئ
تبتدئ أمي المشوار
مشوار النقمة والثار...

فاعلم يا صهيون البائد
إنْ تملك مفتول الساعد
أمّي تحترف المفتول






منقول