غزو أجنبي لوسائل الإعلام الهندية
454 مليون دولار قدمتها «والت ديزني» للاستحواذ بشكل كامل على شركة «يو تي في»
تشهد صناعة الإعلام والترفيه ازدهارا كبيرا في الهند. ومن خلال مزيج من أفلام سينما بوليوود ومباريات الكريكيت والحلقات التلفزيونية القصيرة، يجذب التلفزيون في الهند بالفعل ملايين المشاهدين، وللاستفادة من هذا الجمهور الضخم، تقوم الشركات الإعلامية الدولية بالاستثمار في وسائل الإعلام الهندية. وعلى الرغم من أن معظم المجموعات الإعلامية البارزة موجودة في الهند، فإنها تعتزم توسيع نطاق وجودها، وكانت آخر هذه الشركات هي شركة «والت ديزني» التي قدمت مبلغا قيمته 454 مليون دولار للاستحواذ بشكل كامل على شركة «يو تي في» للاتصالات البرمجية، إحدى أضخم المجموعات الترفيهية العاملة في مجال البث الإذاعي والأفلام والألعاب والرسوم المتحركة والإعلام الحديث. وفي الوقت الحاضر، تستحوذ مجموعة «ديزني» الإعلامية التي يبلغ رأسمالها 38 مليار دولار والتي يوجد مقرها الرئيسي في الولايات المتحدة على نسبة 50.44 من شركة «يو تي في» وقالت إن هدفها النهائي هو إخراج الشركة من قوائم الشركات المدرجة بالبورصة الهندية، وجعلها شركة محلية تابعة للمجموعة الأميركية.
وتمتلك شركة «يو تي في» مجموعة قنوات جيدة، خاصة في مجال قطاعات السوق المتخصصة. ومن خلال ضخ المزيد من الأموال من قبل شركة «ديزني»، يمكن أن تتجه الشبكة إلى إبراز إمكاناتها الضخمة، على حد قول خبراء الصناعة. والآن، تتمثل القنوات التي تدخل في نطاق «يو تي في» في «يو تي في أكشن» و«يو تي في أكشن تيلوغو» و«يو تي في موفيز» و«يو تي في بينداس» و«يو تي في ستارز» و«يو تي في وورلد موفيز». في الوقت نفسه، تبث «ديزني» في الوقت الحالي قنوات «ديزني تشانيل» و«ديزني إكس دي» و«هونغاما تي في».
ومن اللافت للانتباه أن قرار «والت ديزني» بالاستحواذ الكامل على شركة «يو تي في» يأتي في الوقت الذي تسعى في كثير من الشبكات الإعلامية والترفيهية مثل «إن بي سي» و«تايم وارنر» و«فياكوم» و«سوني»، لتوسيع نطاق وجودها في الهند. وتخطط «ديزني» لشراء حصة نسبتها 19.82 من مؤسس «يو تي في» روني سكريوفالا الذي سيتولى منصب المدير الإداري لشركة «والت ديزني كومباني» (الهند) وسيشتري المساهمون العموميون الحصة المتبقية.
وقال محلل إعلامي رفض ذكر اسمه: «إذا تمت الصفقة، فستمتلك شركة (ديزني) حق امتياز سينمائي وثلاث أو أربع قنوات، التي تبث بالفعل بنجاح وتجارة في مجال الألعاب والتي لم تظهر إمكاناتها بعد في الهند». يمثل غزو الشركات الأجنبية التلفزيون الهندي حاليا نسبة 68 في المائة، وبالتالي، هناك مجال كبير للنمو، وعامل حاسم لشركات الإعلام الكبرى، مع ركود الأسواق في البلدان الأم مجددا.
وتتمتع الهند بجاذبية كبيرة: في عام 2010، سجلت صناعة الإعلام والترفيه الهندية نموا نسبته 11 في المائة، حيث أدرت عائدات قيمتها 14.8 مليار دولار بفضل مبيعات الإعلانات القوية. تبع التلفزيون وسائل الإعلام المكتوبة في زيادة نفقات الإعلانات بنسبة 24 في المائة ووصلت إلى 2.4 مليار دولار أميركي. ومن المتوقع أن تنمو صناعة الترفيه والإعلام الهندية بإجمالي معدل نمو تراكمي نسبته 13.2 في المائة في الفترة من 2011 - 2015 ليصل إلى 28.6 مليار بحلول عام 2015، وفقا لتقرير «توقعات عام 2011 لصناعة الترفيه والإعلام في الهند لعام 2011» الصادر عن شركة الخدمات الاستشارية «برايس ووتر هاوس كوبر» بالهند. من المتوقع أن يستحوذ التلفزيون على نصف الأنشطة الترفيهية بحلول عام 2015، والمنتظر أن يحقق معدل نمو سنوي مركب نسبته 14.5%. ومن المتوقع أن تصل العائدات من الإعلانات التلفزيونية إلى 4.8 مليار دولار خلال عام 2015، بحسب التقرير. ومن أمثلة الصفقات الإعلامية الكبرى الأخرى المحتملة استحواذ شركة «سوني» على 11 قناة تلفزيونية هندية تابعة لشبكة «إيانادو» التلفزيونية الشهيرة.
وتجري وحدة «سوني» (مالتي سكرين ميديا بي في تي)، التي تبث قنوات تلفزيونية في الهند، مناقشات سعيا للاستحواذ على «إي تي في».
ومن المتوقع أن يتراوح حجم الصفقة ما بين 500 - 600 مليون دولار، متفوقة على صفقات مثل الاستثمارات الاستراتيجية لشركة «ديزني» في شركة «يو تي في»، وشراء «تيرنر» قناة «إن دي تي في إيماجن» من «نيودلهي تليفيجن» وشراكة مجموعة «فياكوم» الإعلامية مع مجموعة «نت وورك 18»، التي تبث قناة «سي إن بي سي» في الهند. وتبث «إم إس إم» ست قنوات، هي: «سوني تي في»، و«ساب تي في»، و«سيت ماكس»، و«سوني بيكس»، و«إيه إكس إن»، و«أنيماكس»، وتملك حصة سوق نسبتها 15 في المائة في قطاع الترفيه الهندي بشكل عام.
وستمنح تلك الصفقة شركة «سوني» هيكلا إقليميا على مستوى الدولة لمنافسة كل من «ستار» و«زي».
وبعيدا عن الوجود على مستوى الهند بأكملها، اتسع نطاق قنوات «إي تي في» الترفيهية لتصل إلى المجموعة الهندية في الولايات المتحدة، بتقديمها الترفيه الرقمي عبر القنوات الترفيهية «إي تي في تيلوغو» و«إي تي في بانغلا» و«إي تي في غوجاراتي». وقد كان لدى قنوات «إي تي في» نموذج جذاب لمزيج من القنوات الإخبارية والترفيهية.
المفضلات