يآ رَب



يآ مَن له تعنًوا آلوجًوهٍ وتخشَعٍ ..
ولأمرِه كلٍ آلخلآئق تخضع !
وإليك أبسٍطُ كف ذلٍ لم تَكُنٍ ..
يوماً لغيًرٍ سؤآلٍكَ ترفَع !

يآ رَب




أنا الفقيرُ إليكَ في غِنايَ..
فكيف لا أكونُ فقيراً إليكَ في فقري؟!!

...وأنا الجَهول إليكَ في عِلمي..
فكيف لا أكونُ جَهولاً إليكَ في جَهلي؟!!


يآ رَب




ماذا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ؟
وَماذا فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ؟؟

لقد خاب من رَضِيَ دُونَك بَدلاً..
ولقد خَسِرَ من بَغىَ عَنكَ حِولاً..

يآ رَب




سَمِعَ العابِدون بجزيلِ ثوابِكَ فَخَشَعُوا..

وسَمِعَ الزَّاهِدونَ بِسعَةِ رَحمَتِك فَقَنَعُوا..

وسَمِعَ المُولُّونَ عن القَصدِ بجُودِكَ فَرجَعُوا..

وسَمِعَ المجرمُون بِسِعَةِ غُفرانِكَ فَطَمِعُوا..

وسَمِعَ المؤمنُونَ بِكَرَمِ عَفوِكَ فَرَغبُوا..


يآ رَب




إنَّ مَن تَعرَّفَ بِكَ غَيرَ مخذُولٍ..

ومَن أَقبَلتَ عَليهِ غَيرَ ممَلُولٍ..

وإنَّ مَن اعْتَصمَ بكَ لَمُستجير..

وقد لُذتُ بكَ يا إلهي
فلا تُخيِّب ظَنِّي مِن رَحمَتِك
ولا تَحْجِبني عَن رأفتِكَ..


يآ رَب



إِنَّكَ تَعلَمُ أَني على إِساءَتي.
وَظُلمي وإِسرافي على نَفسِي..
لم أَجعَل لَكَ وَلَداً وَلا شَرِيكاً..
وَلا نِدًّا ولا كُفواً..
فإنْ تُعذِّب فَعدْل..
وإِنْ تَعفو فإنَّكَ أنتَ العَزيزُ الحَكيمُ..

يآ رَب





أُحِبُّ طاعتَك وإِنْ قَصِرتُ عنها..
وَأكرَهُ مَعصِيَتَكَ وإِنْ فعلتها
فتفضل عليَ بالجنَّة وإنْ لم أَكُنْ أهلٌ لها..
وَخَلِّصني مِنَ النَّارِ وإنْ استَوْجَبْتها..


يآ رَب



لَو وصَلَت ذُنوبي إلى السَّماءِ وخرقَتِ النُّجومَ..
أَو بَلَغَت أَسفَلَ الثَّرى..
ما رَدَّني اليَأسُ عَنْ تَوَقُّعِ غُفرانِكَ..
وَلا صَرَفَني القُنوطُ عَنْ ابْتِغاءِ رِضوانِكَ..


يآ رَب



أَتُسَلِّطُ النَّارَ على وُجوهٍ خَرَّت لِعَظَمَتِكَ ساجدةً؟!!
وعلى أَلسُنٍ نَطَقَت بِتَوحيدِكَ صادِقةً؟!!
وَبُشكرِكَ مادِحةً؟!!
وعلى ضَمائِرٍ حَوَت مِنَ العِلمِ بِكَ حتى صَارَت خَاشِعةً؟!!
وعلى جًوارِحَ سَعَتْ إلى أَوطانٍ تَعبُدُكَ طَائِعةً؟!!


يآ رَب





وعِزَّتِكَ.. لَئِن طَالَبتَني بجُرمِي.. لأُطالِبَنَّكَ بِعَفوِكَ..
وَلَئِن أَخَذْتَني بجَهلِي.. لأُطالِبَنَّكَ بحِلْمِكَ..
وَلَئِن أَدْخَلتَني النَّارَ.. لأُعَرِّفَنَّ أَهْلَها أَني كُنْتُ أُوَحِّدُكَ وَأُحِبُّكَ..


يآ رَب




لا تَغْضَب عَليَّ.. فَلَسْتُ أَقوَى لِغَضَبِكَ..
ولا تَسْخَط عَليَّ.. فَلَسْتُ أَقوَى لِسَخَطِكَ..

فاجْعَلْني عَبْداً

طَائِعاً لك راضيً بحكمك
مكتفياً بحلاك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك عمن سوااك

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم