(((( فســـيـفســاء غزة ))))
دعونا نتصفح شيئآ من فسيفساء المشهد النسائي الغزاوي
عام 2008 عام الحصار للإنسانية والنبض والطير المسافر ،
فوق غزة الذي ضنناه الأبشع ،لم يتوقف عند حدوده قتل النساء عبر التوغلات المتوحشة وإندلاع النيران البربرية على أجسادهن المخملية وجوه كثيرة لنساء غزة وردية اللون تجمع من كل الجمال سحره ومن كل الصور لونه ومن كل الشجر غصنه ومن كل الحبوب بذره ومن كل مناطق الأرض الفلسطينية ترابه ومن التراث حليه ومن الجمال زينه ومن العلم ثقافته ومن الزهر عطره ومن العسل شهده ومن الحب روحه وعشقه ومن القلب نبضه ومن الشوق حنينه ومن العود بخوره ومن الفسيفســاء كيانه
وجوه كثيرة لنساء غزة من خلال العاطفة والمشاعر الإنسانية والحب الصادق والكيان الكائن في الكيان
ينتظرن أطفالهم وأزواجهم وأخوانهم يأتون من العمل أو من المدرسة أو بعد عمل شاق قبل الخروج وبعد الخروج من خلال العرق المسدول على الجسد والجبين كثيرات يعدون الإفطار لهم قبل الذهاب إلى أعمالهم ليكون جثمانهم هو إفطارهم الأبشع
حصار على المشهد الصحي يصعب حصره وتأثيره على مئات من المريضات وعشرات من المستحظرات محرومات تمامآ من أية فرصة علاج أو حرمانهن من السفر لتلقي العلاج أو عرقلة سفرهن أو نقص الأدوية في المشافي ليرتفع عددهن التي حصدها وحش الحصار ليجسدن لوحات لصور الإستهتار الإسرائيلي بالحياة الإنسانية.
ويزهق فصل أخر للعالقون على المعابر من بين الجموع العالقة مأساة صحية على معابر رفح أنفردت بها النساء الفسيفسائية فيما المآسـي النفسية تعجز حتى المخيلة الذهنية والبصرية عن مشاهدة القتل بجميع الأطياف والصور بجميع أشكالها وألوانها .
تراجيديا الفسيفساء موسوعة كبيرة من الجلدات تحتاج إلى وقفة حقيقية مع ذواتنا وقضايانا المصيرية وعلى رأسها قضية النساء الحقة التي ضجت لها أركان الأرض والسماء
تحية لكِ يا فسيفساء غزة
لكِ مني الف تحية وألف سلام
نجيب ايوب