في الماضي وقبل السيارات والطرق المعبدة والجسور على الوديان، كان السفر على الركايب من الابل طبع
وفي طرق موحلة أو صحاري قاحلة وكانوا يمتنعون عن السفر في أربعينية الشتاء لخطورتها،
فكانوا يقولون: بين كانونين لا تسافر يا خبل (يعني بين ديسمبر ويناير). المهم سلمكم الله:
تقول الحكاية أن شخص اسمه سعد عزم على السفر بعد نهاية الأربعينية.. حاول والديه منعه من السفر خوفا عليه
فأبى إلا أن يسافر سعد.. ولما لاحظ أبوه إصراره نصحه أن يتزود بالفراء والحطب اتقاء البرد المحتمل والمطر,
فما سمع نصيحة أبوه وكان يظن أن الطقس لن يتغير, بحكم أن الجو في ذلك الوقت كان دافيء.
ركب ناقته وسافر وبعد يومين من السفر نظرت والدته شمالا فرأت الغيوم الشمالية
فخافت على ولدها سعد؛ فأخذت تقول وتردد: (((إن ذبح سعد.. سلم)))
وفعلا... ما أن بلغ منتصف الطريق إلى حيث يقصد حتى اكفهرت السماء وتلبدت بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وبرد غزيرة
فلم يكن أمامه سوى ذبح ناقته وهي كل ما يملك, حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس. لذلك ذبح الناقة فكان (سعد الذابح)
وبعد أن احتمى في أحشائها من البرد, دب الجوع في سعد و لم يجد أمامه سوى أحشاء الجمل و لحمه للأكل و هكذا كان (سعد البلع),
وما أن انتهت العاصفة و ظهرت الشمس حتى خرج سعد فرحا من مخبئه وفرحا بكتاب الحياة مجدداً فكان (سعد السعود),
وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصنع معطف له من وبر الناقة و بحفظ زادا له من اللحم المتبقي
من الجمل بواسطة الثلوج أو بطرق قديمة تقليدية وهكذا كان (سعد الخبايا).
****************************** ******
المفضلات